التعلم والتعليم
ربما سمعتني وقرأت لي الكثير عن تفريقي بين هذين المفهومين وخصوصاً أنّ مفهوم التعلم ظُلِمَ كثيراً في الثقافة العربية وفي مؤسساتنا التعليمية. التعلم يحدث عندما تكون أنت خلف عجلة القيادة وتقود العملية بطريقتك وتفضيلاتك وسرعتك.
يمكننا تقسيم عملية التعلم إلى أربعة أقسام: الفهم والتذكر /الحفظ والتركيز والاستنتاج. القسم الرابع لم أجده في أي مكان وإنما أضفته إلى القائمة لأنني أعتقد أنه القسم المسؤول عن إنتاج المحتوى الجديد الذي إما يربط بين أفكار قديمة لم يتم ربطها مسبقاً أو ربط الأفكار بوقائع معاصرة أو الخلوص لتطبيق جديد ومبتكر لهذه الأفكار. وبالمناسبة هذا ما أتمناه دائماً من شبابنا أن يتحولوا من مستهلكين أو مترجمين للمحتوى (ويضاف إليهم الآن مُستقي المحتوى من الذكاء الصنعي) إلى مبدعي محتوى ومنشئي محتوى جديد غير موجود سبقاً وأن يتم تقديم ماهو جديد للقارئ والمتلقي.
تعد استراتيجيات التعلم الفعالة أدوات قوية يمكن استخدامها لتعزيز عملية الاستيعاب و الاحتفاظ بالمعلومات
الاستراتيجية الأولى والتي أحبها جداً تسمى التكرار المتباعد
طريقة التكرار المتباعد هي استراتيجية تعلم فعالة تعتمد على تكرار الاستدعاء للمعلومات على فترات زمنية محددة ومتزايدة بين كل تكرار. بدلاً من تكرار المعلومات بشكل متكرر ومتتابع، تقوم هذه الطريقة بتوزيع الاستدعاء على فترات زمنية محددة تزيد تدريجياً.
في البداية، يتم استدعاء المعلومات بعد فترة زمنية قصيرة، ثم يتم تكرار الاستدعاء بعد مدة أطول في المرة التالية. ومع تكرار المعلومات، تتزايد الفترات الزمنية بين الاستدعاءات، مما يساهم في تعزيز الاستيعاب وتثبيت المعلومات في الذاكرة بشكل أكثر دواماً.
تستند طريقة التكرار المتباعد على مبدأ نسيان المعلومات المستهلكة بمرور الوقت. عندما نستدعي المعلومات بشكل متكرر وعلى فترات زمنية متباعدة، فإننا نقوم بإحياء وتعزيز هذه المعلومات مرة أخرى، مما يساعد على تعزيز الاسترجاع والاحتفاظ بالمعلومات لفترة أطول.
تستخدم طريقة التكرار المتباعد في مجموعة متنوعة من المجالات التعليمية، بدءاً من التعلم اللغوي وحتى الدراسات العلمية. يمكن تطبيقها عبر العديد من الوسائل، بما في ذلك استخدام تطبيقات الهاتف المحمول. التطبيق الذي أحبه وأنصح به لهذه الغاية هو تطبيق ريد وايز.
الطريقة الثانية تسمى الاستدعاء النشط أو بلغة أدق “اختبر معلوماتك”
طريقة الاستدعاء النشط هي استراتيجية تعلم تعتمد على تفعيل الذاكرة عن طريق استدعاء المعلومات وتذكرها بنشاط. تعتبر هذه الطريقة مختلفة عن الطرق التقليدية التي تعتمد على القراءة أو الاستماع فقط.
عند استخدام طريقة الاستدعاء النشط، يتم تحفيز الذاكرة وتعزيز التذكر من خلال طرح أسئلة وممارسة الحوار مع النفس حول المعلومات. يتم توجيه الجهود الإدراكية نحو الاستدعاء النشط للمعلومات وتجاوز مجرد الاستيعاب السطحي.
الطريقة الثالثة الكتابة التفاعلية
قم بكتابة ملخصات وملاحظات قصيرة عن المعلومات والمفاهيم التي تحاول تعلمها. احرص على استخدام أسلوب الاستفسار والتفكير النقدي أثناء الكتابة.
الطريقة الرابعة الحوار الذاتي
قم بطرح أسئلة على نفسك والاستجابة لها بصوت عالٍ أو بشكل داخلي. استخدم الأسئلة التحليلية والمناقشة الذاتية لتفسير وتوضيح المعلومات.
الطريقة الخامسة الاستخدام الفعلي للمعلومات
قم بتطبيق المعرفة التي تم استدعاؤها في سياقات ومشاكل حقيقية. قد تشمل هذه الأنشطة الحل الممارسة والتطبيق الفعلي للمفاهيم والمهارات المكتسبة.
بواسطة الاستدعاء النشط، يتم تعزيز الاستيعاب وتأمين تثبيت المعلومات في الذاكرة بشكل أفضل. يمكن استخدام الاستدعاء النشط في مجموعة متنوعة من المجالات التعليمية، بدءاً من الدراسة الأكاديمية إلى تطوير المهارات العملية.
الطريقة السادسة تلخيص المعلومات
يساعد تلخيص المعلومات في تكثيف المفاهيم الرئيسية وتوحيدها في ملخصات موجزة. تعزز هذه الطريقة الفهم والاحتفاظ بالمعلومات من خلال مطلبك لتحديد واستخراج النقاط الأكثر أهمية.
الطريقة السابعة التداخل
يتضمن التداخل دراسة مواضيع أو مهارات مختلفة بترتيب مختلط أو عشوائي بدلاً من التركيز على موضوع واحد في وقت واحد. تعزز هذه الطريقة التعلم من خلال تشجيع الدماغ على إجراء ارتباطات ومقارنات بين المفاهيم المختلفة، مما يؤدي إلى تعزيز الاحتفاظ على المدى الطويل.
الطريقة الثامنة الأمثلة الملموسة
استخدام أمثلة ملموسة أو سيناريوهات من الحياة الحقيقية يمكن أن يساعد في الفهم والاحتفاظ. عن طريق ربط المفاهيم الكبيرة بأمثلة محددة أو تجارب محددة، يصبح من الأسهل تذكر المعلومات.
الطريقة التاسعة الأدوات المُذكِرة
المذكرات المعززة بالذاكرة هي أدوات مساعدة للتذكر تساعدك على تذكر المعلومات من خلال الأكرونيمات والصور البصرية والقوافي أو تقنيات أخرى. تسهل الأدوات المذكرة هذه إنشاء ارتباطات بين المعلومات الجديدة والإطارات العقلية الموجودة، مما يجعل استرجاعها أكثر كفاءة.
الطريقة العاشرة تعليم الآخرين
شرح المفاهيم للآخرين، حتى لو كانوا مستمعين خياليين، هو طريقة تعلم فعالة. يتطلب تعليم الآخرين منك توضيح وتنظيم فهمك، مما يعزز معرفتك الخاصة ويسلط الضوء على المجالات التي تحتاج إلى توضيح إضافي.
الطريقة الحادية عشرة اختبار الممارسة
المشاركة النشطة في اختبارات الممارسة أو الاختبارات يمكن أن يحسن العملية التعلمية والاحتفاظ. عند اختبار نفسك بناءً على المواد، تضطر إلى استدعاء المعلومات من الذاكرة، مما يعزز قدرتك على استرجاعها في المستقبل.
الطريقة الثانية عشر الترميز المزدوج
ينطوي الترميز المزدوج على توصيل المعلومات بين اللفظي والبصري. من خلال ترميز المعلومات بنفس الوقت عبر الكلمات والصور، تشتغل على مستويين وتخلق آثار ذاكرة أقوى.