Posted on Leave a comment

استراتيجيات التعلم

استراتيجيات التعلم

التعلم والتعليم 


ربما سمعتني وقرأت لي الكثير عن تفريقي بين هذين المفهومين وخصوصاً أنّ مفهوم التعلم ظُلِمَ كثيراً في الثقافة العربية وفي مؤسساتنا التعليمية. التعلم يحدث عندما تكون أنت خلف عجلة القيادة وتقود العملية بطريقتك وتفضيلاتك وسرعتك. 


يمكننا تقسيم عملية التعلم إلى أربعة أقسام: الفهم والتذكر /الحفظ والتركيز والاستنتاج. القسم الرابع لم أجده في أي مكان وإنما أضفته إلى القائمة لأنني أعتقد أنه القسم المسؤول عن إنتاج المحتوى الجديد الذي إما يربط بين أفكار قديمة لم يتم ربطها مسبقاً أو ربط الأفكار بوقائع معاصرة أو الخلوص لتطبيق جديد ومبتكر لهذه الأفكار. وبالمناسبة هذا ما أتمناه دائماً من شبابنا أن يتحولوا من مستهلكين أو مترجمين للمحتوى (ويضاف إليهم الآن مُستقي المحتوى من الذكاء الصنعي) إلى مبدعي محتوى ومنشئي محتوى جديد غير موجود سبقاً وأن يتم تقديم ماهو جديد للقارئ والمتلقي.

تعد استراتيجيات التعلم الفعالة أدوات قوية يمكن استخدامها لتعزيز عملية الاستيعاب و الاحتفاظ بالمعلومات 

 

الاستراتيجية الأولى والتي أحبها جداً تسمى التكرار المتباعد 

طريقة التكرار المتباعد هي استراتيجية تعلم فعالة تعتمد على تكرار الاستدعاء للمعلومات على فترات زمنية محددة ومتزايدة بين كل تكرار. بدلاً من تكرار المعلومات بشكل متكرر ومتتابع، تقوم هذه الطريقة بتوزيع الاستدعاء على فترات زمنية محددة تزيد تدريجياً.

في البداية، يتم استدعاء المعلومات بعد فترة زمنية قصيرة، ثم يتم تكرار الاستدعاء بعد مدة أطول في المرة التالية. ومع تكرار المعلومات، تتزايد الفترات الزمنية بين الاستدعاءات، مما يساهم في تعزيز الاستيعاب وتثبيت المعلومات في الذاكرة بشكل أكثر دواماً.

تستند طريقة التكرار المتباعد على مبدأ نسيان المعلومات المستهلكة بمرور الوقت. عندما نستدعي المعلومات بشكل متكرر وعلى فترات زمنية متباعدة، فإننا نقوم بإحياء وتعزيز هذه المعلومات مرة أخرى، مما يساعد على تعزيز الاسترجاع والاحتفاظ بالمعلومات لفترة أطول.

تستخدم طريقة التكرار المتباعد في مجموعة متنوعة من المجالات التعليمية، بدءاً من التعلم اللغوي وحتى الدراسات العلمية. يمكن تطبيقها عبر العديد من الوسائل، بما في ذلك استخدام تطبيقات الهاتف المحمول. التطبيق الذي أحبه وأنصح به لهذه الغاية هو تطبيق ريد وايز

 

الطريقة الثانية تسمى الاستدعاء النشط أو بلغة أدق “اختبر معلوماتك” 

طريقة الاستدعاء النشط هي استراتيجية تعلم تعتمد على تفعيل الذاكرة عن طريق استدعاء المعلومات وتذكرها بنشاط. تعتبر هذه الطريقة مختلفة عن الطرق التقليدية التي تعتمد على القراءة أو الاستماع فقط.

عند استخدام طريقة الاستدعاء النشط، يتم تحفيز الذاكرة وتعزيز التذكر من خلال طرح أسئلة وممارسة الحوار مع النفس حول المعلومات. يتم توجيه الجهود الإدراكية نحو الاستدعاء النشط للمعلومات وتجاوز مجرد الاستيعاب السطحي. 

 

الطريقة الثالثة الكتابة التفاعلية ​

قم بكتابة ملخصات وملاحظات قصيرة عن المعلومات والمفاهيم التي تحاول تعلمها. احرص على استخدام أسلوب الاستفسار والتفكير النقدي أثناء الكتابة. 

 

الطريقة الرابعة الحوار الذاتي ​

قم بطرح أسئلة على نفسك والاستجابة لها بصوت عالٍ أو بشكل داخلي. استخدم الأسئلة التحليلية والمناقشة الذاتية لتفسير وتوضيح المعلومات. 

 

الطريقة الخامسة الاستخدام الفعلي للمعلومات ​

قم بتطبيق المعرفة التي تم استدعاؤها في سياقات ومشاكل حقيقية. قد تشمل هذه الأنشطة الحل الممارسة والتطبيق الفعلي للمفاهيم والمهارات المكتسبة.

بواسطة الاستدعاء النشط، يتم تعزيز الاستيعاب وتأمين تثبيت المعلومات في الذاكرة بشكل أفضل. يمكن استخدام الاستدعاء النشط في مجموعة متنوعة من المجالات التعليمية، بدءاً من الدراسة الأكاديمية إلى تطوير المهارات العملية. 

 

الطريقة السادسة تلخيص المعلومات ​

يساعد تلخيص المعلومات في تكثيف المفاهيم الرئيسية وتوحيدها في ملخصات موجزة. تعزز هذه الطريقة الفهم والاحتفاظ بالمعلومات من خلال مطلبك لتحديد واستخراج النقاط الأكثر أهمية. 

 

الطريقة السابعة التداخل ​

يتضمن التداخل دراسة مواضيع أو مهارات مختلفة بترتيب مختلط أو عشوائي بدلاً من التركيز على موضوع واحد في وقت واحد. تعزز هذه الطريقة التعلم من خلال تشجيع الدماغ على إجراء ارتباطات ومقارنات بين المفاهيم المختلفة، مما يؤدي إلى تعزيز الاحتفاظ على المدى الطويل. 

 

الطريقة الثامنة الأمثلة الملموسة ​

استخدام أمثلة ملموسة أو سيناريوهات من الحياة الحقيقية يمكن أن يساعد في الفهم والاحتفاظ. عن طريق ربط المفاهيم الكبيرة بأمثلة محددة أو تجارب محددة، يصبح من الأسهل تذكر المعلومات. 

 

الطريقة التاسعة الأدوات المُذكِرة

المذكرات المعززة بالذاكرة هي أدوات مساعدة للتذكر تساعدك على تذكر المعلومات من خلال الأكرونيمات والصور البصرية والقوافي أو تقنيات أخرى. تسهل الأدوات المذكرة هذه إنشاء ارتباطات بين المعلومات الجديدة والإطارات العقلية الموجودة، مما يجعل استرجاعها أكثر كفاءة. 

 

الطريقة العاشرة تعليم الآخرين ​

شرح المفاهيم للآخرين، حتى لو كانوا مستمعين خياليين، هو طريقة تعلم فعالة. يتطلب تعليم الآخرين منك توضيح وتنظيم فهمك، مما يعزز معرفتك الخاصة ويسلط الضوء على المجالات التي تحتاج إلى توضيح إضافي. 

 

الطريقة الحادية عشرة اختبار الممارسة ​

المشاركة النشطة في اختبارات الممارسة أو الاختبارات يمكن أن يحسن العملية التعلمية والاحتفاظ. عند اختبار نفسك بناءً على المواد، تضطر إلى استدعاء المعلومات من الذاكرة، مما يعزز قدرتك على استرجاعها في المستقبل. 

 

الطريقة الثانية عشر الترميز المزدوج ​

ينطوي الترميز المزدوج على توصيل المعلومات بين اللفظي والبصري. من خلال ترميز المعلومات بنفس الوقت عبر الكلمات والصور، تشتغل على مستويين وتخلق آثار ذاكرة أقوى. 

 

في الختام، “إنّ التعلم هو عملية تستمر مدى الحياة لمواكبة التغيير؛ والمهمة الأكثر إلحاحاً هي تعليم الناس كيفية التعلم”. بيتر دروكر 
 
Posted on Leave a comment

باريتو، ماله وماعليه

مبدأ باريتو، المعروف أيضاً بقاعدة 80/20، هو مفهوم اقتصادي يعزوه العديدون إلى الاقتصادي الإيطالي فيلفريدو باريتو. هذا المبدأ ينص على أن 80% من النتائج غالباً ما تأتي من 20% من الجهود. بمعنى آخر، فإن جزءاً صغيراً فقط من الإجراءات أو المُدخلات (الـ 20%) ينتج عنه الجزء الأكبر من النتائج أو المُخرجات (الـ 80%).


تعود أصول هذه القاعدة إلى باريتو الذي وُلد في الـ 15 من يوليو 1848 في باريس، فرنسا، وتوفي في الـ 19 من أغسطس 1923 في جنيف، سويسرا. باريتو كان مهندساً، خبيراً في علم الاجتماع، اقتصادياً، وفيلسوفاً سياسياً. أشهر مساهماته تكمن في تطوير مبدأ الكفاءة الباريتية وقاعدة باريتو التي تنص على أن حوالي 80% من الثروة تكون في أيدٍ 20% فقط من الناس.

وُلد باريتو في عائلة من تنتمي للأرستقراطية الإيطالية، واكتسب تعليمه الأولي في تورينو، إيطاليا. لاحقاً حصل على درجة الدكتوراه في الفيزياء من جامعة تورينو. بعد عدة سنوات في الهندسة، بدأ باريتو بالدخول في عالم الاقتصاد والسياسة، حيث أصبح واحداً من الأعضاء البارزين في المدرسة الاقتصادية الليبرالية الإيطالية. في فترة لاحقة من حياته، أصبح باريتو أكثر اهتماماً بعلم الاجتماع والفلسفة، حيث تناول موضوعات مثل الثورات والنخب الحاكمة. تُعتبر أعماله في هذه الفترة من حياته كبيرة الأثر في العلوم الاجتماعية. 

 

كيف بدأت الفكرة 


اكتشف باريتو هذا النمط أثناء دراسته للتوزيع الاقتصادي والثروة في الدول الأوروبية، حيث لاحظ أن حوالي 80% من الأراضي في إيطاليا مملوكة لحوالي 20% من السكان. باريتو كتب أولاً عن هذه الظاهرة في عام 1896 في كتابه “كورسو دي اقتصادي بوليتيكو” (دروس في الاقتصاد السياسي). ومنذ ذلك الحين، تم تطبيق مبدأ باريتو في العديد من السياقات الأخرى، بما في ذلك الإدارة، الأعمال، البرمجة العصبية، الرياضيات، الصحة، والمزيد. 

 

أمثلة عن مبدأ باريتو 


مبدأ باريتو أو قاعدة 80/20 يمكن أن يكون قابلاً للتطبيق في مجموعة واسعة من الحقول، بما في ذلك عالم الأعمال والتعليم، الهندسة، والطب.

على سبيل المثال، في عالم الأعمال، قد يلاحظ مدير المبيعات أن 80% من الإيرادات تأتي من 20% فقط من العملاء. أو قد يلاحظ المُّطور أن 80% من الأخطاء في البرمجة تأتي من 20% فقط من الكود. إذا تم تطبيق هذا المبدأ بشكل صحيح، يمكن أن يساعد في تحقيق كفاءة أكبر وأداء أفضل من خلال التركيز على الـ20% التي تنتج أكبر جزء من النتائج.

في التعليم: قد يجد مدرس أن حوالي 80% من النقاط التي يكسبها الطلاب تأتي من حوالي 20% فقط من المواد التعليمية. هذا قد يعني أنّ التركيز على هذه المواد الهامة بشكل خاص يمكن أن يكون أكثر فعالية في تحقيق النجاح الأكاديمي. وفي سياق آخر، قد يجد المدرس أن 20% فقط من الطلاب يتسببون في 80% من المشاكل في الصف.

الهندسة: في مشروع هندسي، قد يكتشف المهندس أن 80% من المشاكل التي يواجهها تأتي من حوالي 20% فقط من المكونات أو العمليات. في مثل هذه الحالة، التركيز على تحسين هذه الـ 20% يمكن أن يؤدي إلى تحسين كبير في الأداء العام.

في الطب: قد يلاحظ الطبيب أن 20% فقط من الأمراض تتسبب في 80% من الحالات المرضية. أو أن 20% فقط من الناس يتسببون في 80% من التكاليف الطبية. وفي هذا السياق، فإن القاعدة يمكن أن تساعد في توجيه الموارد والجهود بشكل أكثر فعالية. 

 

مبدأ باريتو أو قاعدة 20/80


باريتو في الادخار والاستثمار 


يمكن تطبيق مبدأ باريتو على الادخار والاستثمار بطرق عديدة، وهذه بعض الأمثلة

الادخار: قد تجد أن 80% من توفيراتك تأتي من 20% فقط من مصادر الدخل الخاصة بك. على سبيل المثال، قد تجد أن التقليل من الإنفاق على القوائم الكبيرة مثل الإسكان والمواصلات والطعام يؤدي إلى أكبر جزء من توفيراتك، بينما يمكن أن يكون التقليل من الإنفاق الصغير أقل أهمية بكثير.


الاستثمار: قد تجد أن 80% من عوائدك تأتي من 20% فقط من الاستثمارات الخاصة بك. في هذه الحالة، يمكن أن يكون من المفيد التركيز على تلك الاستثمارات التي تنتج أكبر عوائد، وربما إعادة النظر في الاستثمارات الأخرى التي تنتج عوائد أقل

بالمحصلة فإنك قد تجد أن 80% من نجاحك في الادخار والاستثمار يأتي من 20% فقط من النشاطات، مثل تحديد الأهداف المالية، والتخطيط للمستقبل، والتعلم عن الأسواق المالية، واختيار الاستثمارات بعناية. يمكن أن يساعد مبدأ باريتو في تحديد الأنشطة التي تنتج أكبر النتائج، مما يتيح لك التركيز على تلك الأنشطة وتحقيق تحسين كبير في الأداء العام

 

مبدأ باريتو والموظفين 


في العديد من الشركات والمؤسسات في القطاعين الحكومي والخاص هناك نظرية تشير إلى أن 20٪ من الموظفين يمكن أن ينجزوا 80٪ من العمل يمكن أن تظهر في العديد من الأمثلة العملية. إليك مثال:

تخيل أنك تدير شركة صغيرة تتألف من خمسة موظفين. تقوم هذه الشركة بتصنيع وبيع منتج معين. الخمسة موظفين يشاركون في العديد من الوظائف، بما في ذلك التصميم، التصنيع، التسويق، والمبيعات.


تلاحظ أن أحد الموظفين (20% من الفريق) هو المسؤول عن تصميم المنتج، وهو ما يكون عادةً الأساس لجاذبية المنتج ومبيعاته. يجذب تصميمه المبتكر العديد من العملاء ويقود الطلب على المنتج، مما يؤدي إلى حوالي 80% من المبيعات. الأربعة موظفين الآخرين يسهمون في العملية أيضاً، ولكن الجزء الأكبر من العمل والنجاح يأتي من هذا الموظف الواحد.

يهم أن نفهم أن مبدأ باريتو هو مبدأ وليس قاعدة ثابتة، ويختلف تطبيقه بناءً على الظروف المحيطة. في بعض الأحيان، النسبة قد تكون 70/30 أو حتى 90/10. الفكرة الرئيسية هي التركيز على الجهود التي تحقق أكبر تأثير.

إذا كنت واحداً من الذين يشكلون ال 20% فأعتقد أنك تتخيلني الآن ويتحضر على لسانك هذا السؤال: كيف أنتعامل مع أولئك الذين يشكلون ال 80%؟ 


في الحقيقة تتطلب هذه الحالة تعاطفاً وتفهماً من الموظف الذي يشكل جزءاً من الـ 20% المنتجة تجاه زملائه الذين يشكلون الـ 80% المنتجة بأقل قدر من الإنتاج. فكر في هذه الأمور

  • الاحترام والتقدير: يجب أن يحترم الموظف الذي ينتج أكثر دور زملائه ويقدر مجهوداتهم، حتى لو كانت أقل من مجهوداته. يجب عليه أن يتذكر أن العمل الجماعي يتطلب تنوعًا في المساهمات والأدوار.
  • المساعدة والتوجيه: يمكن للموظف الذي يشكل جزءًا من الـ 20% المنتجة أن يقدم المساعدة والتوجيه لزملائه الذين يحتاجون إلى دعم إضافي. يمكنه مشاركة خبراته ومعرفته لتعزيز قدراتهم وتحسين أدائهم.
  • التعاون والعمل الجماعي: يجب أن يشجع الموظف الذي يشكل جزءًا من الـ 20% المنتجة التعاون والعمل الجماعي مع زملائه. من خلال تشجيع الفريق وتوحيده، يمكن تحقيق أفضل النتائج وزيادة مستوى الإنتاج العام.
  • التواصل الفعال: يجب أن يتواصل الموظف الذي يشكل جزءًا من الـ 20% المنتجة بشكل فعال مع زملائه. يمكنه طرح الأسئلة والاستماع إلى مشاكلهم وتحدياتهم. قد يكون لديه أفكار وحلول تساهم في تحسين الإنتاج وتعزيز أداء الفريق بشكل عام.
  • الإيجابية والمثابرة: يجب أن يكون الموظف الذي يشكل جزءاً من الـ 20% المنتجة إيجابياً ومثابراً في العمل. يجب عليه أن يتحلى بالصبر والاستمرارية وأن يظل ملتزماً بتحقيق الأهداف المشتركة بدلاً من الانتقاد أو الإحباط. 

 

كما يمكنني أن أشاركك بعض النصائح

فهم الوضع: قم بفهم جوانب العمل والتحديات التي يواجهها الموظفون الآخرون الذين يشكلون الـ 80% من الأقل إنتاجاً. حاول أن تتعرف على العوامل التي تؤثر على أدائهم وتفهم العوامل الداخلية والخارجية التي تؤثر على إنتاجيتهم.

التعاون والتواصل: قم ببناء علاقات قوية مع زملائك وحافظ على قنوات اتصال فعالة معهم. اكتشف ما يحفزهم واستفد من خبراتهم. قم بمشاركة الأفكار والمعرفة بطريقة بناءة واستفد من خبراتهم المختلفة.

المساهمة الفعّالة: قدم مساهمتك بشكل فعّال في العمل الجماعي والمشاريع المشتركة. استخدم مهاراتك ومعرفتك لتعزيز الأداء العام للفريق وتحقيق الأهداف المشتركة. قد تكون لديك فرصة لتقديم الأفكار الجديدة والمبتكرة التي يمكن أن تعزز إنتاجية الفريق بشكل عام.

القيادة بالمثالية: كونك جزءاً من الـ 20% المنتجة يمنحك فرصة للتميز والتفوق. قد تكون قائداً طبيعياً أو قدوة للآخرين في الشركة. استغل هذه الفرصة لتقديم الأداء المثلى وكن مصدر إلهام للفريق. قد تكون لديك القدرة على تحفيز الآخرين وتشجيعهم على تحقيق مستوى أعلى من الإنتاجية.

التطوير الشخصي: استغل وقتك للتطوير الشخصي واكتساب المزيد من المعرفة والمهارات. قد تساهم الزيادة في مستوى كفاءتك في تحسين الأداء العام للفريق وتعزيز تفوقك.

التفاؤل والصبر: كن متفائلاً وثابر على تحقيق النجاح. قد تواجه بعض الصعوبات أو التحديات في التعامل مع زملائك الذين يشكلون الـ 80% المتبقية، لكن يجب عليك أن تثق في قدراتك وتواصل العمل بجدية وصبر. فأنت الرابح في النهاية.

من المهم أن تتذكر أن تحقيق النجاح ليس فقط بتحقيق أداء شخصي ممتاز، بل يتطلب أيضاً قدرة على التعاون والتفاعل مع زملائك في العمل.

هناك الكثير من الشركات الحقيقية التي تتبع مبدأ باريتو في إدارتها وعملياتها اليومية وهنا بعض الأمثلة 


مايكروسوفت: في تقرير لها، أكدت مايكروسوفت أن 20% فقط من الأخطاء التي يُبلغ عنها في مجموعة برامجها هي التي تتسبب في 80% من تعطل النظام أو تجمده. وبالتالي، عن طريق التركيز فقط على تلك الـ 20% من الأخطاء، يمكنهم حل معظم المشكلات التي يواجهها المستخدمون.

أبل: تعتبر شركة أبل واحدة من أكبر شركات التكنولوجيا في العالم ولكنها تركز على عدد قليل فقط من المنتجات. في الواقع، يمكن القول أن حوالي 80% من إيرادات أبل تأتي من حوالي 20% فقط من منتجاتها، مثل iPhone و iPad و Mac.

أمازون: تكمن قوة أمازون في قاعدة العملاء الهائلة التي تمتلكها، ولكن مبدأ باريتو ينطبق هنا أيضًا. فمن المحتمل أن تجد أمازون أن 20% فقط من المنتجات تحقق 80% من المبيعات، وهذا يمكن أن يساعدها في اتخاذ قرارات حول المخزون والتسعير والترويج.

يُذكر أن النسب المحددة 80/20 هي مجرد أمثلة توضيحية والأرقام الفعلية قد تختلف، ولكن الفكرة الأساسية تبقى صحيحة: غالباً ما تأتي الغالبية العظمى من النتائج من جزء صغير من المدخلات أو الجهود.

كيف يمكنك الاستفادة من مبدأ باريتو في التعلُّم 

 

تحديد الأولويات: استخدم قاعدة 80/20 لتحديد الجزء الأكثر أهمية من المادة التعليمية. يمكن أن يكون هذا الجزء المادة التي تحتاجها للنجاح في اختبار أو المواضيع التي تعتبر أساسية لفهم المواد الدراسية الأخرى.

إدارة الوقت: استخدم وقتك بكفاءة بالتركيز على تلك الـ 20% من الجهود التي تحقق 80% من النتائج. بدلاً من القراءة الجوفاء لكل النصوص، استخدم التقنيات مثل التخطيط السريع والتلخيص والاستراتيجيات الأخرى التي تستهدف الأفكار الرئيسية والمعلومات الأكثر أهمية.

التعلم النشط: يشير البحث إلى أن التعلم النشط (الذي يتضمن التفاعل مع المادة بدلاً من الاستماع فقط أو القراءة) يمكن أن يكون أكثر فعالية بكثير من الطرق التقليدية. هذا يتوافق مع مبدأ باريتو، حيث تحقق الجهود الصغيرة الجزء الأكبر من النتائج.

الاستعداد للاختبارات: استخدم قاعدة 80/20 لتحديد المواضيع التي تحتاج إلى أكثر اهتمام ومراجعة. في كثير من الأحيان، يركز الاختبارات على مجموعة صغيرة من المواضيع، لذا قد تجد أن مراجعة هذه المواضيع تحقق أكبر فائدة.

ربما ستسألني كيف يمكن تحديد الأولويات والمواضيع الأهم؟ 

تحديد الأولويات والمواضيع الأهم في التعلم قد يكون تحدياً، ولكن هناك بعض النصائح التي قد تساعد:

ركز على أهداف التعلم: في كثير من الأحيان، يكون للمدرسين أو الأستاذ الجامعي أهداف تعلم محددة لكل وحدة أو مساق. هذه الأهداف عادةً تعطي فكرة عن الجوانب المهمة والتي يجب التركيز عليها. إذا كانت الأهداف غير واضحة، فلا تتردد في طلب التوضيح.

استخدم المواد الدراسية: الكتب المدرسية والمواد الأخرى عادة ما تعطي نظرة عامة على المواضيع التي سيتم تغطيتها. العناوين والعناوين الفرعية والمخططات والرسوم البيانية غالبًا ما توضح النقاط الرئيسية.

تركيز الدروس والمحاضرات: الأساتذة والمدرسين عادةً ما يقضون وقتًا أكبر في التركيز على المواضيع الأكثر أهمية. ادرس أين يقضي المعلم الوقت الأكبر في الدروس أو المحاضرات.

استعد للاختبارات: في الكثير من الأحيان، يمكنك الحصول على فكرة عن المواضيع الأكثر أهمية من خلال النظر في الاختبارات والامتحانات السابقة. الأسئلة التي تتكرر غالباً ما تشير إلى المواضيع التي يعتبرها المدرس الأكثر أهمية.

استفد من مراجعات الأقران: التعاون مع زملائك في الفصل يمكن أن يساعد على تحديد الأماكن التي يجب التركيز عليها. إذا كان الجميع يجد صعوبة في فهم موضوع معين، فقد يكون هذا مؤشراً على أنه يجب التركيز أكثر على هذا الموضوع.

تذكر دائماً أنّ التعلم يتطلب فهماً عميقاً ولا يتعلق فقط بتذكر المعلومات. لذا حتى عندما تحدد الأولويات، حاول التفكير في كيف تتصل المعلومات وكيف يمكن استخدامها في سياقات مختلفة. 

مبدأ باريتو

 

كيف يمكنك أن تستفيد من مبدأ باريتو لتطوير قدراتك في التعلم الذاتي؟ 

  • التركيز على الأساسيات: في أي مجال جديد من التعلم، هناك عادة مجموعة صغيرة من المفاهيم أو المهارات التي ستمثل الأساس لكل شيء تعلمه بعد ذلك. هذه هي الـ 20% التي يجب أن تبدأ بها، حيث أنها ستكون المسؤولة عن 80% من تقدمك. 

  • اختر الموارد بعناية: ليس كل المواد التعليمية متساوية. حاول أن تعثر على الـ 20% من الكتب، الدروس، أو الدورات التي ستمنحك 80% من المعرفة التي تحتاجها. 

  • تعلم بفعالية: تعلم كيفية تعلم. يُظهر البحث أن بعض أساليب التعلم أكثر فعالية من غيرها. على سبيل المثال، الاسترجاع المتكرر (أو مراجعة المعلومات من الذاكرة بدلاً من إعادة القراءة) والتعلم الموزع (أو توزيع الدراسة على مدى الزمن بدلاً من الدراسة الكثيفة) يمكن أن تكون جزءاً من الـ 20% من الجهود التي تؤدي إلى 80% من النتائج. 

  • تقييم التقدم: استعرض بانتظام ما تعلمته وتقدمك. ستساعدك هذه المراجعة في التعرف على الـ 20% من المجالات التي تحتاج إلى مزيد من العمل والتي ستؤدي إلى 80% من التحسين. 

  • تطبيق ما تعلمت: العملية الفعلية لاستخدام ما تعلمته في مواقف الحياة الحقيقية يمكن أن تكون جزءًا من الـ 20% من الجهود التي تؤدي إلى 80% من التعلم العميق. 


تذكر أنّ التعلم الذاتي ليس فقط عن اكتساب المعرفة، بل هو أيضاً عن تطوير مهارات التعلم والقدرة على تطبيق المعرفة في سياقات جديدة. مبدأ باريتو يمكن أن يكون أداة قوية لتوجيهك نحو الأنشطة التعليمية الأكثر فعالية.

 

​كيف يمكنك استثمار قدرات تشات جي بي تي مع تطبيق مبدأ باريتو؟ 

البحث عن معلومات أساسية: بدلاً من البحث في الكتب أو الانترنت بشكل عشوائي، يمكنك استخدام تشات جي بي تي للحصول على ملخص سريع وموجز للمواضيع التي تهمك. على سبيل المثال، يمكنك طلب شرح مبسط لمبدأ فيزيائي، أو تعريف مصطلح رياضيات.

أمر مثال: “ما هو النسبية العامة لأينشتاين؟”

تصفح المواضيع المتعلقة: بالإضافة إلى الحصول على المعلومات التي تطلبها مباشرة، يمكن لتشات جي بي تي أيضًا أن يقدم لك معلومات أو أمثلة ذات صلة قد تعزز فهمك.

أمر مثال: “أعطني أمثلة على تطبيقات النسبية العامة في الحياة اليومية.”

مراجعة وتدريب الأفكار: يمكنك استخدام تشات جي بي تي لاختبار معرفتك وفهمك لموضوع معين. يمكنك طلب منه تقديم أسئلة تحدي أو تمرينات للتدرب عليها.

أمر مثال: “أعطني بعض الأسئلة التحدي حول النسبية العامة.”

المشورة والتوجيه: يمكن لتشات جي بي تي أن يقدم نصائح واستراتيجيات لتعزيز التعلم الذاتي والإنتاجية. يمكن أن يكون ذلك مفيداً خاصة إذا كنت تواجه صعوبات في التعلم أو البقاء مُنظماً.

أمر مثال: “أعطني بعض النصائح لتحسين التركيز أثناء الدراسة.”

إذا استخدمت تشات جي بي تي بهذه الطرق، فإنك تركز على الـ 20% من الأنشطة التعليمية التي تحقق لك 80% من النتائج. لذا، يمكنك تحقيق أقصى قدر من الفائدة من الوقت والجهد الذي تبذله في التعلم. 

 


الاعتراضات أو الشكوك على صحة مبدأ باريتو 


هذا سؤال مشروع وهو الذي سيطر على أفكاري منذ أن سمعت بالمبدأ. أشاركك هنا ماوجدته

مبدأ باريتو، أو قاعدة 80/20، هو مبدأ ملاحظة وليس قاعدة صارمة أو قانوناً في العلوم الدقيقة. لذا، يمكن أن يتغير النسب المحددة (80/20) بناءً على السياق والظروف. الاعتراضات الأخرى على مبدأ باريتو قد تشمل ما يلي:

التبسيط الزائد: بينما يمكن أن يكون مبدأ باريتو مفيداً كأداة للتحليل الأولي والتخطيط، فقد يؤدي الاعتماد المفرط عليه إلى التجاهل التام للـ 80% الأخرى من الجهد أو العوامل التي قد تكون ذات أهمية بالغة في بعض الحالات.

الافتقار إلى الدقة: يمكن أن يكون مبدأ باريتو دقيقاً في العديد من الحالات، ولكنه ليس دقيقاً دائماً. في الواقع، هناك العديد من السياقات والحالات التي لا تتبع هذا النمط بالضبط.

التأكيد على الكمية على حساب الجودة: قد يؤدي التركيز على الـ 20% التي تحقق 80% من النتائج إلى تجاهل الجودة أو التفاصيل المهمة التي يمكن أن تكون موجودة في الـ 80% المتبقية.

 

تعلم عزيزي أنني أحب دائماً تدعيم الأفكار وما أطرحه بأبحاث ودراسات. أدناه تجد قائمة ببعض أهم الدراسات حول مبدأ باريتو 


​80/20 – How to Increase Your Productivity by Doing Less: This article discusses how the 80/20 rule can be applied to increase productivity.
​What Is The 80/20 Rule In Studying? | MindMaps Unleashed: This article explains how the 80/20 rule can be applied in studying.
​Pareto Principle (The 80-20 Rule): Examples & More: This article provides examples and more information about the Pareto Principle.
The 80-20 Rule (aka Pareto Principle): What It Is, How It Works: This article from Investopedia explains what the 80/20 rule is and how it works.
​Learn the Pareto Principle (The 80/20 Rule) [2023] • Asana: This article from Asana provides information about the Pareto Principle.
​80:20 Rule for Exam Prep | How to study productively in lesser time: This article discusses how the 80/20 rule can be applied for exam preparation.
​The 80/20 Principle: How to Study More Efficiently: This article explains how to study more efficiently using the 80/20 principle.
​How to STUDY MORE IN LESS TIME: 80/20 RULE (Pareto Principle): This YouTube video explains how to study more in less time using the 80/20 rule.
​How to Apply the 80/20 Rule in Your Studies #shorts – YouTube: This YouTube video explains how to apply the 80/20 rule in studies.
​What Is The 80/20 Rule? I Oxford Open Learning: This article from Oxford Open Learning explains what the 80/20 rule is.

كما أزودك بقائمة ببعض الكتب التي تناولت مبدأ باريتو: 

 

كتب مبدأ بار​ت​يتو – مكتبة نور​

تحميل كتاب الإدارة والأداء بمبدأ 80 20 كيف نحقق الكثير بالقليل pdf​

كتاب مبدأ 80/20: سر تحقيق الكثير من النجاح بموارد قليلة – اعمل بيزنس​

كتاب مبدأ 80/20 “باريتو” – مجلة الجودة الصحية​

كتب مبدأ باريتو للتحميل و القراءة 2023 Free PDF – مكتبة الكتب

وقائمة ببعض المقالات التي تناولت مبدأ باريتو باللغة العربية: 

 

مبدأ باريتو: شرح شامل لقاعدة 20/80 بالتفصيل (قانون Pareto)​

مبدأ باريتو وتحليل باريتو باختصار – FourWeekMBA​

مبدأ باريتو | خطة رائعة لتحسين وضعك المالي – LinkedIn​ 

أتمنى أن أكون قدمت لك دليلاً شاملاً عن مبدأ باريتو بحيث يكون مرجعا متكاملاً لك وأتمنى لك النجاح والتوفيق في كافة تطبيقاته على حياتك

Posted on 1 Comment

التدفق نحو إنجاز أكبر

إنّ أفضل لحظات حياتنا ليست في أوقات الراحة والخمول والاسترخاء، بل حين ينخرط جسد الشخص أو عقله إلى أقصى حدوده تطوعاً في إنجاز تحدٍ صعب ومثير.”
(Csikszentmihalyi, 1990)


يرتبط استمتاعنا بنشاط ما غير المصحوب بالندم بعدم الشعور بثقل الوقت في أثناء تأديتنا لهذا النشاط، ليصف الإنسان أجمل أوقاته بجملة “مضى الوقت ولم أشعر به”، فكّر في المرة الأخيرة التي مارست فيها نشاطًا، أو أديت مهمة، وفقدت إحساسك بمرور الوقت، حين كنت مركّزاً أيما تركيز، شاعراً بتفاصيل نشاطك فحسب، منفصلاً عن كوكبنا هذا، غارقاً فيما تعمل دون الشعور بأي شيء آخر، حتى إنك قد لا تسمع الأصوات ولا تلحظ الأشخاص من حولك، مستمتعاً في تدفق كامل قلما تصل إليه، ويا لها من لحظات لا تمحى من الذاكرة!

تدفق كامل… كان عالم النفس الإيجابي Mihaly Csikszentmihalyi أول من أطّر هذا الشعور ليحمل اسم التدفق Flow، فمن هو هذا العالم، وما حكايته مع التدفق؟

يعدّ Mihaly Csikszentmihalyi أحد مؤسسي علم النفس الإيجابي، قضى فترة الحرب العالمية الثانية أسيراً يشاهد آلام ومعاناة الناس من حوله، مما دفعه إلى البحث عن معاني السعادة والرضا ومصدرها، مدفوعاً بالمحن التي ألمت به، والمآسي التي عايشها.
وشاء القدر أن تبدأ صلته بعلم النفس في محاضرة ألقاها عالم النفس السويسري كارل يونغ في أثناء وجوده في منتجع للتزلج في سويسرا، تحدث فيها عن الصدمات النفسية للشعب الأوروبي بعد الحرب العالمية الثانية، وكانت أعماله الملهمة التي أغرته بالذهاب للولايات المتحدة لدراسة علم النفس. 

استنتج Csikszentmihalyi في دراساته التي أجراها أن السعادة حالة داخلية نابعة من الإنسان لا خارجية يكتسبها ممن حوله، ويستند كتابه الشهير Flow: The Psychology of Optimal Experience الصادر عام1990 إلى إمكانية رفع مستويات الرضا والسعادة بإدخال التدفق إلى حياتنا اليومية. 

طور Csikszentmihalyi مصطلح “التدفق” ليصف حالة الإبداع والأداء المثالي التي مر فيها العديد من الرياضيين والموسيقيين والفنانين الذين أجرى مقابلات معهم في أكثر فتراتهم تألقاً، حين تدفقت أعمالهم في جو من السعادة والإنتاج الغزير دون بذل جهد يذكر.

ما هو التدفق؟

يصف Csíkszentmihályi التدفق بأنه حالة عقلية من الانغماس والاستغراق الكامل في نشاط ما، يركز فيها الشخص ويتوحد مع عمله، ووصفه في مقابلة مع مجلة Wired: “تتلاشى الأنا ويمضي الوقت، كل فعل وحركة وفكر متصل بما سبقه، يصبح أداؤك كعزف الجاز. روحك كلها تشارك في أداء العمل، وتستخدم أقصى ما لديك من مهارات”. 
تختلط في التدفق مشاعر المتعة والحماس لأداء العمل مع مشاعر الفرح والسعادة بتحقيق أقصى درجات الإنتاجية التي تحلم بها، لتغدو مزيجاً محفزاً للعمل دون إجبار نفسك أو إرغامها على أدائه لالتزامك بموعد تسليم، وتظهر أكثر ما تظهر في الأعمال الإبداعية كالرسم والكتابة، فقد يبقى الكاتب ساعتين دون كتابة سطر واحد، وكأنّ الإبداع يأبى أن يطاوعه، ثم تتدفق الأفكار عليه فتتلاحق أصابعه لتدوين خواطره، ويتمنى لو يعار يدين غير يديه حتى يفرغ الأفكار الغزيرة التي قرعت باب عقله في تدفقه هذا، ولعل الكاتب يعيش أفضل لحظاته حين يمر بهذه الأوقات.
تأخذك الرياضة والرياضيات إلى التدفق أيضاً، فإعمال العقل في نشاط محدد أو مشكلة رياضية معينة يلهي حواسك عن باقي المشتتات، وتركز كل طاقتك على حل هذه المشكلة لتدخل دون شعور منك في حال تدفق قلما تشعر بها.

آلية الدماغ أثناء التدفق

أصبح التدفق بعد دراسات Csíkszentmihályi محط اهتمام مختبرات البحث العلمي حول العالم، وارتبط التدفق على عكس المتوقع بانخفاض النشاط في قشرة الفص الجبهي، إن الفص الجبهي هو منطقة الدماغ المسؤولة عن الوظائف الإدراكية العليا كالوعي والإحساس بالزمن والذاكرة القصيرة، أي أنها مصدر وعينا وقرارنا المنطقي. دخولنا في التدفق يؤدي لانخفاض مؤقت في نشاطها، وبالتالي تشويه شعورنا بالوقت أي عدم شعورنا بمروره، وفقدان الوعي الذاتي لأداء المهام الذي يستهلك جزءاً كبيراً من طاقة دماغنا، كذلك غياب النقد الداخلي وجلد الذات.
يؤدي تثبيط الفص الجبهي إلى تمكين الإدراك الضمني الذي يؤدي إلى عمل الدماغ بناء على معرفته وذاكرته دون وعي كامل، مما يسمح لمزيد من مناطق الدماغ بالتواصل بحرية، والانخراط في عملية إبداعية دون المرور على مناطق الفص الجبهي لمعالجتها، وخير مثال يوضّح المقصود قيادة السيارة، ففي البدايات يركز الدماغ ويتوتر عند قيادة السيارة في شارع مزدحم، وسرعان ما يتعود وتنتقل المهارة لإدراك ضمني، ويستمتع السائق بقيادة سيارته، ويتفنن في ذلك دون وعي كامل بحركات جسمه التي تُنفذ تلقائياً. كما وجد الباحثون ارتباطاً للتدفق بدائرة مكافأة الدوبامين في الدماغ، وهذا يفسر حماسنا وتشوقنا وفضولنا للاستزادة بما نقوم به، خاصةً أن الدوبامين يرتبط باللهفة والفضول والرغبة في الاطلاع على أمور جديدة.
تظهر الدراسة ارتباطاً بين الفضول ونشاط دائرة الدوبامين في الدماغ، ويعد الفضول أحد خصائص التدفق الذي يمنحنا بشكل أو بآخر مكافآت داخلية لطيفة من الدوبامين عند استمرارنا في إشباع فضولنا. 




الشخصية الأقرب إلى التدفق

تختلف قدرة الوصول إلى التدفق من شخص إلى آخر، تشير الدراسات إلى أن أولئك الذين لديهم شخصيات تلقائية autotelic personalities يميلون إلى التدفق بشكل أكثر. ، ويتميز هذا النوع من الشخصيات بالمثابرة والتفكير الإبداعي خارج الصندوق والمرونة العالية والقدرة على التكيف، وحب الحياة والتفكير بالأهداف الكبرى دون تركيز على الذات، فيركزون على مهامهم وأدائها دون التشتت بأحلام بعيدة المنال، ويحاولون في أثناء ذلك الاستمتاع بما يقومون به دون شعور بضغط العمل وإرهاقه. 



وجد الباحثون علاقة سلبية بين التدفق والعصابية، وعلاقة إيجابية بين التدفق والوعي، دون وجود علاقة بين التدفق والذكاء، إن الأفراد العصابيين أكثر عرضة للقلق وجلد الذات، فتمنعهم هذه المشتتات الداخلية من دخول حالة التدفق، في حين أن الأفراد الواعين بما يريدون الوصول إليه ينفقون وقتاً أطول في إتقان المهام الصعبة، وينخرطون في العمل بكل حواسهم مما يدخلهم في حالة التدفق دون بذل جهد يذكر، وكأنهم تمرسوا على هذه الحالة وألفوا التفيؤ تحت ظلالها.

ما دوافع التدفق؟ 

يصنف Mike Oppland الدوافع التي تدخلنا في حالة التدفق إلى داخلية وخارجية، فحينما ينجز الواحد منا مهمة ما يكون مدفوعاً بمشاعر ودوافع داخلية كحماس الفضول ووله المعرفة، أو بدوافع خارجية كاقتراب مواعيد تسليم المهام أو الخوف من عواقب الفشل السلبية.
لعل إنجازنا للمهمة أو النشاط مدفوعين بحبنا له، هو العامل الأقوى والأكثر إمتاعاً، الأمر أشبه بعزف الناي أو ركوب الأمواج مدفوعين بمتعة اللحظة الحالية، ننغمس فيها دون شعورنا بما حولنا، هنا ندخل في التدفق دون وعي ذاتي أو بذل جهد لمتابعة العمل مستسلمين تماماً لروعة اللحظة غير آبهين بمرور الزمن.
قد ندخل حالة التدفق أيضاً تبعاً لعوامل خارجية طمعاً بمال أكثر، أو خوفاً من عقوبة العمل أو أي حوافز خارجية مفروضة علينا، لكن يبقى تأثيرها قصيراً، ولا يدوم فالنفس تملّ ما يفرض عليها، وتهوى ما يرضيها. 

فوائد التدفق 

لا تقتصر ثمار التدفق على جعل الأنشطة أكثر إمتاعًا فحسب، فإن لشجرة التدفق أيضًا عددًا من الثمرات اليانعة الأخرى تلخصها لنا Kendra Cherry في الفوائد التالية:
1- تنظيم عاطفي أفضل: يكسبك التدفق مرونة عاطفية وقدرة على تنظيم المشاعر وضبطها في أثناء التعامل مع المواقف الحياتية.
2- متعة ورضا أكبر: يحول التدفق العمل إلى نشاط أكثر إمتاعاً، ويخفف من الإجهاد والتعب في أثناء ممارسته، مما يمنحنا شعوراً بالرضا والإنجاز، ويحفزنا داخلياً لأداء مهمات أخرى بثقة أكبر بقدرتنا على الإنجاز.
3- تحسين الأداء وتطوير المهارات:
يحسّن التدفق من أدائنا لزيادة تركزينا وانخراطنا بالعمل ، كما يحفز التدفق الإبداع نتيجة توارد الأفكار مما يعزز الابتكار فينا، ويدفعنا التدفق إلى رفع مستوى التحدي باستمرار مما يجبرنا على تعلم مهارات مفيدة بشكل مستمر.

محفزات الدخول في حالة التدفق 

إن الدخول في حالة التدفق لا يحدث عن طريق الصدفة، يمكنك في الواقع التخطيط لوضع نفسك في حالة التدفق عبر مقدمات ومحفزات التدفق، يلخص Jari Roomer أهم خطوات الدخول في حالة التدفق الذهني

1. التخلص من جميع عوامل التشتيت الخارجية:
كلما تشتت انتباهك، تحتاج في المتوسط إلى 25 دقيقة لاستعادة انتباهك الكامل للمهمة التي تقوم بها، هذا بسبب بقايا الانتباه attention residue، التي تعني أن جزءاً من انتباهك ما زال مركزاً أو يفكر بالمهمة السابقة.
يمكنك الوصول إلى حالة التدفق فقط عندما تركز باهتمام كامل لمدة 10-15 دقيقة على الأقل، سيسمح لك هذا بالدخول في حالة من التركيز المفرط، وهو العنصر الأكثر أهمية للوصول إلى حالة التدفق.
نعيش يومنا بين الماجريات والمشتتات الخارجية، وأصغر مشتت قادر على إخراجنا من حالة التدفق والتركيز العميق التي لا نستطيع العودة إليها بسهولة، لذلك أبعد عنك هذه المشتتات ما استطعت، واجعلها بعيداً عن متناول يدك.
لا تعتمد على إرادتك فحسب، وأبعد هاتفك الذكي الذي يشكّل أكبر مصدر إلهاء ما استطعت، لأن عقلك سيبقى مشوشاً مشغولاً به، وينتفض عند أول إشعار أو اتصال يأتيك، وأغلق جميع علامات تبويب الوسائط الاجتماعية وإشعارات البريد الإلكتروني، إن كان العمل على جهازك المحمول ، وحافظ على مساحة عمل نظيفة بأقل عناصر ممكنة، ويفضل الانتقال إلى بيئة هادئة حتى تنخفض المقاطعات للحد الأدنى.

2. القضاء على المشتتات الداخلية:
تعيق الضغوط والمشاعر السلبية تركيزك وانتباهك، نتيجة انحراف تفكيرك عن المهمة إلى المشاكل والأمور التي تفكر بها، ومن ثمّ سيكون من المستحيل الوصول إلى حالة التدفق.
ولعلّ أنجع وسيلة للتخلص من المشتتات الداخلية:
1. كتابة اليوميات كل صباح ومساء.
2. ممارسة التأمل اليومي لعشر دقائق على الأقل.
هذا سيساعدك على تصفية ذهنك، والحد من شرود الذهن والتحكم في أفكارك بشكل أفضل.

3. العمل في وقت الذروة (Biological Peak Time):
راقب يومك وحدد وقت الذروة في الإنتاج، كلّ منا لديه وقت ينتج خلاله أكثر من أي وقت آخر، أفضل هذه الأوقات هو وقت الفجر حين يكون الذهن صافياً، والمشتتات في حدها الأدنى، لكن قد يفضل آخرون الليل night owl للأمور التي تحتاج تركيز عال. لا يهم هذا؛ حدد الوقت الذي تكون فيه بأعلى درجات نشاطك، واختره ليكون وقت التدفق.
وإذا حاولت الوصول إلى حالة التدفق عندما تكون متعبًا ستستنزف طاقتك، وستشعر وكأنك تخوض معركة شاقة في سبيل التركيز على مهمة واحدة، وكأنك تعبر مستنقعاً موحلاً وفي قدميك أغلال حديدية، وأي مشتت داخلي أو خارجي صغير أو كبير سيأخذ انتباهك بعيداً عن المهمة.
لذا حدد وقت الذروة، وكفَّ عن أي مشتتات قبله بنصف ساعة حتى لا يترسب لديك إي بقايا انتباه، ثم ادخل تدفقك بسلام. 

4. الاستماع إلى نوع جيد من الموسيقى:
تزيد الموسيقى من تركيزك وتوصلك إلى حالة التدفق بسرعة أكبر، خاصة عند الاستماع لموسيقى مكررة كموسيقى الزن أو الموسيقى الكلاسيكية، كما تمنع سماعات الأذن أي مؤثرات خارجية من ضجيج أو ثرثرة من قطع خلوتك ، ووجد Roomer أن المشتتات الداخلية تغيب عند سماعه موسيقى التكنو، وتبقي ذهنه حاضراً دون شرود.
لذلك اختر موسيقى مألوفة مكررة كل مرة بحد أدنى من الكلمات حتى لا تسترعي انتباهك في أثناء سماعها، لأن الغاية من الموسيقى هو ضبط انتباهك لا الاستمتاع بها .

5. العمل على مهمة واحدة محددة:
يغرينا تعدد المهام للتنقل بينها، ومحاولة أدائها جميعها في الوقت ذاته، فيندفع الشخص إلى ترك ما بين يديه متوجهاً لمهمة جديدة عند أول صعوبة تواجهه، مما يقلل من تركيزه وإنتاجيته، ويجعل دخوله في حالة التدفق أمراً عسيراً، لذلك اختر مهمة واحدة وابدأ بها ولا تلق بالاً لباقي المهام.
عندما تفتقر إلى الوضوح بشأن النتيجة النهائية وما تريد تحقيقه، سيكافح عقلك للوصول إلى التركيز الأمثل، وتستنزف طاقتك وأنت تعمل دون جدوى، لكن عندما يكون لديك هدف واضح، ستمنع بذلك شرود الذهن وتشتته، وتحدد وقتاً لإنهاء مهمتك دون تسويف.
يسود التشتت المهمات الضبابية، فينقضي الوقت دون تحقيق شيء يذكر، وستجد في التهرب منها وتسويفها إلى مهمة أخرى أمراً لا مفر منه، لذا ينبغي عليك أيضاً تحديد المهمة بدقة لمعرفة ما ستقوم به بالضبط.

6. يجب أن تكون المهمة صعبة بما فيه الكفاية، ولكن ليست صعبة للغاية:
يقول: Csíkszentmihályi “إذا كان مستوى التحدي منخفضاً، لا بد من رفعه للعودة إلى التدفق، وإذا كان مستوى التحديات مرتفعاً لا بد من تعلم مهارات جديدة للدخول في حالة التدفق”
يغلب على المرء التشتت والملل عندما يكون مستوى التحديات منخفضاً، ويصيبه الإجهاد والقلق حين يصطدم بمهام صعبة تفوق مستوى مهاراته، إذا كنت ترغب في الوصول إلى حالة التدفق، فإن المهمة التي تعمل عليها يجب أن تكون صعبة بما يكفي لكي يبقى عقلك مهتماً دون ملل أو تشتت، ودون أن تتجاوز حد مهاراتك وقدراتك مما يصيبك بالتوتر والإحباط.

7. تناول الكافيين بشكل استراتيجي:
وفقًا لـ Chris Bailey، مؤلف كتاب Hyperfocus، فإن استهلاك الكافيين بشكل استراتيجي دون إفراط أو تفريط يزيد الإنتاجية والتركيز، فقد ثبت أن استهلاك ما يصل إلى 200 ملليغرام من الكافيين (حوالي فنجانين من القهوة) يزيد من قدرتنا على العمل ويقوي تركيزنا في أثناء ذلك، ويدعم الذاكرة القصيرة ،وهذه العوامل كلها تسهم في إدخالنا إلى حالة التدفق، إنّما لا ينبغي أن تزيد الكمية عن 400 ملليغرام، لأن هذا الإفراط يؤدي إلى زيادة القلق وانخفاض التركيز.

8. حافظ على رطوبتك:
يبقى الماء العامل السحري في كل خطة، إن شرب كمية كافية من الماء مهم لزيادة تركيزك، بينما على النقيض من ذلك يؤدي التقليل من شرب الماء إلى الخمول وانخفاض النشاط والضبابية في التفكير، ومن ثم انخفاض مستويات الإنتاجية مما يحول بينك وبين التدفق. 

9. إنشاء إشارة ذهنية:
بافلوف وقوة العادات؛ اربط التدفق بمقدمات تنبئ الدماغ به، كموسيقى أو طريقة جلوس معينة أو لبس قميص محدد، أو جملة تقولها أو أي أمر آخر تراه مناسباً، افعله في كل مرة تدخل التدفق مراراً وتكراراً.
سيتشكل بمرور الوقت منعكس عصبي ودائرة عادة تساعدك على الوصول إلى حالة التدفق، ليشعر جسمك وعقلك أن الوقت حان للدخول في التدفق، وأن زيادة إنتاجيتك وتركيزك أمر حتمي التحقق.
ولا تنس بعد نجاح الأمر مكافأة نفسك بقطعة حلوى أو استراحة ممتعة، حتى ترتبط هذه الدائرة العصبية بالدوبامين، ومن ثمّ تنطبع بالدماغ بسهولة.

10. لا تتدفق وحدك
طلب باحثون من جامعة Bonaventure من الطلاب اختيار الأفضل بين التدفق وحدهم والتدفق ضمن فريق، وكانت إجابات الأغلبية أن تجربة التدفق كانت أكثر إمتاعاً ضمن فريق، خاصةً مع المحادثات الجانبية مع أعضاء الفريق، وكانت النتائج وردّات فعل المشاركين أكثر إيجابية حين كان أعضاء المجموعة يعرفون بعضهم البعض.
لذا خض تجربة التدفق مع أصدقائك بوعي كامل منكم بضرورة الاجتماع للعمل أو الإبداع، دون أن تتحول الجلسة لجلسة سمر وتسلية. 

ابدأ الآن 

لعل الإرادة أهم عامل للوصول للتدفق، كل ما قرأته لن يكون مؤثراً ما لم يكن لديك إرادة حقيقية في الوصول إلى التدفق في أعمالك ونشاطاتك، وبالتأكيد لن تستطيع إتقان مهارة التدفق من المرة الأولى ولا بد من التمرن عليها والتدرج فيها.

من المهم أيضاً أن تتذكر أن التدفق هو حالة ديناميكية دائمة التغير، مع زيادة خبرتك ومستوى مهاراتك، ستحتاج باستمرار لرفع مستوى التحدي للمحافظة على التدفق دون ملل أو تشتت، تزود بوقود اللهفة، وانطلق بحماسة، وستصل حتماً.

Posted on Leave a comment

المؤثرون! هل هم حقاً مؤثرون؟

Influencers, are they influential?

بمناسبة الحديث عن المؤثرين العرب وصدور قائمة بأهمهم، أسأل نفسي هل هم حقاً مؤثرين؟ وكيف يؤثرون علينا؟ والأهم كيف أصبحوا مؤثرين؟


المُعضلة التي نواجهها مع المؤثرين أن الأغلبية العظمى منهم يقدمون محتوى ترفيهي لايقدم أي فائدة ولا يساهم في تطوير وتقدم أي شخص، بل ربما على العكس يسبب زيادة في حالات الإحباط والاكتئاب عندما يقارن المشاهدون أنفسهم مع هؤلاء المؤثرين، ومما يزيد الطين بلّة، أن بعضهم للأسف يقدم محتوى يركز على التفاهة للحصول على متابعة أكبر. ولكن المفاجأة انهم هم المؤثرون الذين يتصدرون المشهد والقوائم وحتى الجوائز والتكريم. وللأسف فإن الرسالة المُبطّنة التي تصلنا وخصوصاً لجيل الشباب أنه إذا أردت تحقيق طموحاتك المشروعة في الشهرة والمال والنجاح والأضواء والمتابعين، فاصنع محتوىً غير مفيد وكلما زدت بالتفاهة ازداد ’نجاحك’. 


السؤال الذي يجب أن نطرحه على أنفسنا هو: من يصنع أولئك المؤثرين؟ الجواب الصادم بكل بساطة هو نحن. فالمؤثرون يُقاسون بعدد المتابعين الذين هم نحن، وبعدد المعلقين والمشاركين الذين هم نحن، وعدد المشاهدين الذين هم نحن!

لذلك ربما من الأصح أن نقول أننا ’نحن’ المؤثرون الذين صنعنا توجهاً جديداً لمن يود أن يكون مؤثراً. فنحن الذين نتابع ونشاهد ونشارك، مرسلين رسائل واضحة لصنّاع المحتوى أنّ هذا هو مانريده وهذا هو مانشجعه وندعمه، فلذلك بدأ هذا النوع من ’المؤثرين’ بالتكاثر لأننا خلقنا لهم أرضية النجاح وزودناهم بالبيئة الحاضنة اللازمة لاستمرارهم، فأصبح كل من يود دخول عالم التأثير يبحث عن محتوى أسخف واقل فائدة من الموجود كي يستطيع المنافسة. وماذا نفعل نحن؟ نتابع ونشاهد ونشارك ومن ثم نشتكي ونستغرب أن مشهد التأثير العربي تمت السيطرة عليه من هؤلاء المؤثرين. 


ومن حيث المعنى الحقيقي للكلمة، فإن المؤثر هو من يؤثر في الناس ويجعلهم يتبعون سلوكاً معيناً أو يتخذون قراراً معيناً أو يدعمون رأياً معيناً ولكن في الحالة التي نناقشها، كيف يؤثرون بنا؟ أنا أعتقد أنه لايوجد أي تأثير حقيقي باستثناء جعلنا نُحب المحتوى الغير مفيد. لذلك أقترح تغيير توصيفهم من ’مؤثرين’ ل ’مُلهيين أو مُشتتين’ وربما باستخدام هكذا توصيفات سننتبه أكثر لمن نتابع ولمن نعطي وقتنا. أما المؤثرين الحقيقيين فهم الذين يؤثرون بآرائنا وسلوكنا وعملنا وقراراتنا ونظرتنا للحياة حتى وإن كان عدد متابعيهم ومشاهدات محتواهم لاتتعدى المئات. 


وهنا أسأل، هل هناك نقص في من يقدم محتوى جيد؟ محتوى تعليمي؟ محتوى هادف؟ لا على الإطلاق بل وربما من حيث العدد هم أكثر ولكن ’نحن’ لانتابعهم ولانشاهدهم ولاندعمهم، مرسلين رسائل واضحة لهم بأنهم غير مرغوب بهم وبمحتواهم وهذا يؤدي بطبيعة الحال لتناقص أعدادهم وانسحابهم من المشهد وعدم تُشجّع المُستجدين ،ممن يملكون طموحات وأهدافاً سامية في التدريب ونشر الفائدة، على دخول هذه المعركة الخاسرة. 


هذا الذي يجعل ابنتي ذات الخمسة عشر عاماً تنصحني بشكل دائم أن أتوقف عن صناعة المحتوى التعليمي وأن استبدله بشيء مُسلٍ ومضحك، وهو الذي جَعلَها تسخر مني عندما قررت أنني أقدم كتاباً كهدية لمن يشترك في رسالتي الأسبوعية قائلة: “عنجد بابا من كل عقلك تقدم كتاب مقابل الاشتراك وتتوقع أن يستجيب الناس لذلك!”.

رغم قتامة هذا النقاش إلا أنه يمثل الواقع الذي يجب أن نواجهه، وإن كنا لانحبه، أن نعمل على تغييره. لقد أصبح بالفعل من الصعب أن تدخل في نقاش مع شابة أو شاب مقبلين على الحياة وتقنعهم بأن التعلم والمهارات والشهادات ونشر الفائدة هم طرق النجاح والحصول على حياة كريمة وهم يرون الواقع عكس ذلك تماماً. 


كيف يمكنك تغيير هذا الواقع إذا كنت تراه سيئاً؟ الأمر بسيط. ابحث على اليوتيوب أو حتى تيكتوك وعلى وسائل الإعلام الاجتماعي وأصحاب المواقع والمدونات عمن يقدم محتوى مفيد واشترك بقناته أو موقعه أو حسابه، شاهد محتواه وشاركه على حساباتك ومع أصدقاءك واطلب ممن حولك أن يفعل نفس الشيء، ودمت بألف خير. 

 

 

Posted on Leave a comment

أبرز المهارات المطلوبة عالمياً – من تقرير كورسيرا

نشرت كورسيرا مؤخَّراً تقريراً عن أهمِّ المهارات الرقمية والبشرية المطلوبة من المؤسسات والشركات، والتي من المتوقَّع أن تحافظ على أهميَّتِها في العام 2022. تعتمد كورسيرا في تقريرها على نتائج مُستَخلَصة من 92 مليون طالب ٍ و2000 شركةٍ من قطاع الأعمال و 3000 مؤسسة تعليم عالٍ و230 مؤسسة حكوميّة يشكّلون شبكة عملائِها، ويعكسون تنوّعاَ جغرافيّاً ومهنيّاً واسعاَ على مستوى العالم، ممّا يعطي لنتائج التقرير مصداقيّةً عالية.

يمكنك الاطلاع على ترجمة بتصرف للتقرير وتحميل الملف بصيغة pdf

 

 

أهم المهارات المطلوبة عالمياً في 2022 - من تقرير كورسيرا

Posted on Leave a comment

أهم المهارات المطلوبة عالمياً في 2022 – من تقرير كورسيرا

 

  المهارات المطلوبة عالمياً في 2022

تقرير منصة كورسيرا مترجم بتصرف

 

 مقدمة

نشرت كورسيرا مؤخَّراً تقريراً عن أهمِّ المهارات الرقمية والبشرية المطلوبة من المؤسسات والشركات، والتي من المتوقَّع أن تحافظ على أهميَّتِها في العام 2022. تعتمد كورسيرا في تقريرها على نتائج مُستَخلَصة من 92 مليون طالب ٍ و2000 شركةٍ من قطاع الأعمال و 3000 مؤسسة تعليم عالٍ و230 مؤسسة حكوميّة يشكّلون شبكة عملائِها، ويعكسون تنوّعاَ جغرافيّاً ومهنيّاً واسعاَ على مستوى العالم، ممّا يعطي لنتائج التقرير مصداقيّةً عالية.

 

ملاحظة: يمكنك تحميل هذا امقال بصيغة pdf من خلال هذا الرابط

 

أين نحن الآن؟

يستهلّ التقرير استنتاجاتِه بأنّ الأتمتةَ وجائحة كوفيد-19 سيعيدان تشكيلَ العمل والمهارات المطلوبة في مختلف القطاعات حتى عام 2025. وعلى الرّغم من أنّه من المتوقع أن تقضي الأتمتةُ السريعة على 85 مليون وظيفة ٍ وتغيّر ما يُقارب 40% من مهارات العمّال؛ إلّا أنّ الأبحاث تشير إلى استحداثِ ما يقارب 149 مليون وظيفةٍ جديدةٍ في القطاعات المرتبطة بالتكنولوجيا في الفترة نفسِها. لذا يمكننا القول أنَّ ما سيقدِّمه قطاع التكنولوجيا من فرص سيكون قادراً على سدّ فجوة الوظائف إذا عُمِلَ على تطوير المهارات.

 

وتجدرُ الإشارةُ إلى أنَّ موجة َالاستقالاتِ الكبيرةِ التي حدثتْ عام 2021، تركت الكثير من الوظائف التي تحتاج مهاراتٍ عاليةً شاغرةَ. تشير إحدى الاستبانات أنّ 69% من الشركات حول العالم تقول: إنّها تعاني من نقص ٍ في المرشَّحين لوظائفها، وأنّ النقص في الموظفين لا يعود لنقصِ المرشَّحين فقط، إنّما لنقص المرشَّحين ذوي المهاراتِ العالية.

يذكُر التقرير أنّ 34% من طّلاب الجامعات الأمريكيّة يشعرون أنّهم لا يمتلِكون المهاراتِ المطلوبةَ في العمل، بينما 48% من المُوظَّفين في المملكة المتّحدة يعتقدون أنَّ الطّلاب يتخرَّجون في الجامعات دون مهاراتٍ رقميّةٍ كافية. يشير التقرير إلى أنّه من أجل بناء قوةٍ عاملةٍ قويّة على المدى الطويل، لا بدَّ من العمل على توسيع وتطوير قطاع المهارات.

 

لسدِّ احتياجات القوى العاملة التي تشهد تحوّلاً كبيراً في السنوات الحاليّة، فإنّ المؤسّسات الحكوميّة ومؤسّسات التعليم العالي وشركات قطاع الأعمال -وهي القطاعاتُ التي يلجأ إليها الناسُ لتطوير أنفسِهم على الصعيدِ المهني -يجب أن تُعطي الأولويَّة للتعلُّم المُعتمد على المهارات. تشير الأبحاث أنّ 62% من المُوظِّفين قاموا بإجراءاتٍ رسميّة للانتقال إلى توظيفِ أصحاب المهارات، حتى أنّ قادة الأعمال -بما فيهم الرئيس التنفيذي لآبل – بدؤوا يرفضون فكرةَ ارتباطِ الكفاءة ِوالجدارة بالشهادة. فأصبحتِ المهاراتُ هي المؤهِّلات المُفضّلة للتوظيف بدلاً من سنوات الخبرة.

 

التعلُّمُ المعتمدُ على المهارات Skills-based learning يُقدّم تجاربَ تعلُّم ٍ مصمَّمة خصيصاً للاحتياجات الدقيقة للأفراد في كلّ مرحلة. هذا النّوع من  التعلّم يقدِّم ُالمعرفة المركّزةَ التي يحتاجُها المرشّح لدخول العمل، فهو يعتمد على الصِّلة بالعمل المطلوب، ويرّكز على المهارات التي يحتاجها، وهو ما يختلف عن أساليب التعلّم المفتوحة التي يتعلّم الفرد من خلالها عدّة دورات مفتوحة.

 

المهارات الأكثر نموّاً في 2022

المهارات الرقميّة

وتعني القدرة على استخدام الأدوات الرقميّة وتطبيقات التواصل، والشبكات للوصول إلى المعلومات وإدارتِها. ومع التحوُّل الرقميّ الذي تقوم به المؤسّسات والحكومات تزداد الحاجة لإتقان هذه المهاراتِ التي يُقصَد بها المهارات التقنيّة.

المهارات الرقميّة الأسرع نموّاً   المصدر: تقرير كورسيرا للمهارات 2022

 

كما نلاحظ من الصورة أعلاه أنّ المهارةَ الرقميّة الأكثرُ نموّاً هي تصميمُ المنتج، والثالثةُ هي تصميمُ تجربة المستخدم؛ وذلك بسبب تنامي التجاربِ الرقميّة للمستخدمِين واعتمادِهم على المنتجاتِ الرقميّة والتسوّق عبرَ التجارة الإلكترونيّة التي تجاوزَت 4,2 ترليون دولار.

التحوُّل الرقميّ، من جهته، ضاعفَ كمية البيانات المُخزَّنةِ، لذلك أصبحت هناك حاجةٌ أيضاً لمهاراتٍ تتعلَّق بالتعامل مع هذا الكَمِّ والحجم من قواعد البيانات ومشاركتِها وإظهارها وتحليلها، وهذا ما جعل هذه المهاراتِ تحتلُّ المركزَين الثاني والرابع في القائمة أعلاه. لم يعد التعامل مع البياناتِ مُقتصِراً على العلماء والخبراء بل أصبح اليوم مُحرِّكاً للأعمال ووسيلة للتواصل، و من المتوقَّع استخدامُها في صناعة قصّةٍ عن أداء العمل من أجل مستثمرِين جُدد ، أو للبدء بحملة تسويقيّة.

تحويلُ البياناتِ إلى وسائلَ بصريّة سوقٌ ينمو بقوّةٍ، ويُتوَقَّع أن يصل إلى 5.15 مليار دولار في العام 2026.

 

المهارات البشريّة أو الناعمة

هذا النّوعُ من المهارات حيويٌّ جداً لأيّ قطاع، وعلى الرغم من أنّه ليس تقنيّاً إلّا أنّه لا يقلُّ أهميّة عنه، كما أنّه ليس أسهلَ للتعلّم.

تتضمّن المهاراتُ البشريّة المهاراتِ الإدراكيّة والاجتماعيّة والعاطفيّة كالإبداع والتفكير النقديّ وتحليل المعلومات واتخاذ القرار والتواصل. يمكن لبعض المهارات العاطفيّة في بعض الأحيان أن تُخلطَ مع الصّفات السلوكيّة مثل المرونة والتعاطف والذكاء العاطفيّ. ويشير التقرير إلى أنّه يعامِل هذه الصفات كمهاراتٍ للدلالة والتأكيد على أنّها قابلة للتعلّم.

إنّ المهاراتِ الرقميّة َوالبشريّة مهمَّتان جداً لاكتمال منظومة العمل ولا يمكن للمهارات الرقميّة وحدَها أن تُحقِّق نجاحاً وإنجازاً في أيّ قطاع. إنّ احتراف المهاراتِ البشريّة (الناعمة) وتوظيفَها للعمل مع التكنولوجيا وبالتكامل مع المهارات الرقميّة يعطيها بُعداً أعمقَ بكثير من الذي عرفناه سابقاً.

 

المهارات البشرية (الناعمة) الأسرع نموّاً    المصدر: تقرير كورسيرا للمهارات 2022

 

تبعاً للتقرير، فإنّ هناك ثلاثة َأسباب أساسيّة للتسارع الكبير في الحاجة لهذه المهارات بالتحديد.

أولاً: الجائحة التي أدّت لزيادة الحاجة إلى مساحات ِعمل وديّة يسودها فهم الآخر وتقدير ظروفه واحتياجاته (Empathy)، لذلك أصبحت مهاراتُ التواصل مهمَّة في جميع مستويات العمل وللموظفين جميعِهم على اختلاف رُتبَهم ؛ لبناء ثقافة الاهتمام في مكان العمل.

ثانياً: العمل من المنزل لا يمكن أن يعتمد على وجود الموظَّفين في المكان نفسِه، لذلك أصبحت الحاجة مُلحّة لمهارات التواصل والتعاون.

ثالثاً: أتمتة الأعمال التقنيَّة المكرّرة تعني أنّ هناك قيمة أكبر للمهارات الإبداعية كحل المشكلات المُعقّدة ورواية القصص والتي لا يمكن للذكاء الصناعيّ والآلات القيام بها في المدى المنظور على الأقل.

إنّ تطويرَ مهاراتِك في هذا المجال يضمَن لك حجز َمكانِك في سوق العمل في المستقبل.

 

احتلّت مهارات التواصل المركز الأوّل ، بينما جاءت رواية القصص في المركز الرابع ، وحلّت مهارة حل المشكلات في المركز الثامن. من الملاحظ أنّ نموَّ الطلب على هذه المهارات متوافقٌ مع توجُّهات المهارات الرقميّة وما يحدث في القطاع التقنيّ.

تجدر الإشارة إلى الأهميّة القصوى التي تكتسبُها مهارة رواية القصص وخاصة في مجال التسويق ، فقد باتت تعدُّ تمثيلاً للتسويق الحديث لأنّها تعمل على خلقِ حالةٍ من التعاطُف والتعليم للزبائن بدلاً من الأساليب التقليديّة القديمة التي تركِّز على شراء المنتجات.

 

تطوير المهارات مَهَمًّةٌ مستمرَّة مدى الحياة

وفقًا لدراسة ـ Gartner ، يحتاج 58٪ من القِوى العاملة  إلى مجموعة مهاراتٍ جديدة للقيام بوظائفهم بنجاح. تشير الدراسة أيضاً إلى أنّ واحدًا من كلِّ ثلاث مهاراتٍ ذات صلة في عام 2017 لمتخصّصي تكنولوجيا المعلومات أو المالية أو المبيعات قد عفا عليهم الزمن اليوم. هذا الاتجاه مدعوم من قبل البحث الذي أجرته شركة Deloitte ، والذي يشير إلى أنّ المهاراتِ لها متوسِّط ُ​​عمر افتراضيّ أقلّ من خمس سنوات. ببساطة ، إنّ تطويرَ المهارات أمسى أمراً ملحّاً يوماً بعد يوم.

 

الاتجاهُ الرئيسيّ الآخر في المهارات البشريّة هو نموّ المهاراتِ التي تمكِّن الآخرين من التطوير أو إعادة التدرّب. يتّضح هذا في نمو ِّالمهارات البشرية مثل إدارة التغيير (المركز الثاني) ، التطوير المهنيّ (المركز الثالث) ، تنمية وتطوير الأفراد (المركز التاسع) ، والموارد البشريّة (المركز العاشر).

 

لا توجد مهارةٌ أو دورة واحدة يمكن أن تُبقي على مهنة مدى الحياة. تحتاج المؤسَّسات في عالم العمل الجديد إلى تعزيز عقليّة التعلّم مدى الحياة.

تدركُ الشركات هذه الحاجةَ، فقد وجد المنتدى الاقتصاديّ العالميّ أنّ 95 ٪ من الشركات في الولايات المتحدة و 98٪ في المملكة المتحدة  تخطّط لإعادة تدريب الموظّفين الحاليّين استجابةً لعملية التحوّل في احتياجات المهارات.

 

الاستثمارُ في رفع مستوى مهاراتِ فرق العمل (upskilling) بمحتوىً عالميّ المستوى وتعلّم عمليّ يمكن أن يعزِّز الاحتفاظ بهم وخلق أماكن عمل أكثر جاذبية للمواهب، خاصّة عندما نعرف أنّ  34٪ فقط من الموظَّفين سعداءَ أو راضين عن استثمار  مؤسّساتهم في تحسين مهاراتِهم.

 

نيوفيرستي والمهارات في السوق العربية

سعت نيوفيرستي منذ تأسيسها على تدريب المهارات المطلوب في سوق العمل في المنطقة العربية والتي تساعد الشباب العرب أينما وجدوا على تعلم المهارات التي تُمكّنهم من إيجاد فرص عمل بسهولة أو على العمل المستقل عن بعد. وقد قمنا في نيوفيرستي بتدريب ما يزيد على 66 ألف طالب خلال الأعوام الثلاثة الماضية على مختلف المهارات الرقمية ومهارات التسويق والإدارة المطلوبة بكثافة في سوق العمل.

وقد قمنا مؤخراً بعقد شراكات استراتيجية مع عدة جامعات ألمانية مرموقة ولها خبرة وسمعة كبيرتين في مجال الأعمال والإدارة لتقديم برامج مهنية احترافية عالية المستوى بالإضافة لتقديم برامج يمكن احتسابها كساعات معتمدة ضمن النظام الأوروبي وفي جميع الجامعات الأوروبية وذلك ضمن سعينا المتواصل لتقديم أفضل البرامج وأحدث المهارات المطلوبة لزيادة فرص طلابنا في الحصول على عمل أو خلق أعمالهم الخاصة.

 

ملاحظة: يمكنك تحميل هذا امقال بصيغة pdf من خلال هذا الرابط

 

 

Posted on Leave a comment

ماهي الفرص القادمة في التعليم الالكتروني؟ حقائق وأرقام مذهلة

حقائق وارقام عن التعليم الالكتروني

تطوّر التعليم الالكتروني

بالنظر إلى الحقائق والأرقام، يتضح حجم القفزات التي يشهدها قطاع التعليم الالكتروني  على جميع الأصعدة وخاصة مع الأدوات والبرمجيات التي أتاحها التطور الهائل في القطاع التكنولوجي. وجاءت جائحة الكوفيد لتعطي التعليم عن بعد دفعة كبيرة حيث اضطرت جميع مؤسسات التعليم لاستخدامه بهدف عدم توقف العملية التعليمية مما أدى أيضاً لزيادة وعي جماهيرية ملحوظة وتقبل أكبر لدى الناس.

 

التعليم الالكتروني في الشركات وقطاع الأعمال

وعلى صعيد الشركات وتدريب الموظفين، فقد شهد أيضاً التدريب عن بعد طفرة كبيرة في تدريب الموظفين. ومع انتشار ثقافة العمل من المنزل، أصبح الاعتماد على التعليم الالكتروني كبيراً مما يجعل هذا القطاع جاذباً للباحثين عن فرص عمل. فالعمل فيه لايقتصر على التدريس فحسب بل يتجاوزه للعديد من المجالات الداعمة للتدريس. يشمل ذلك تصميم الدروس عن بعد واستخدام أدوات إنشاء المحتوى التعليمي الرقمي وتصميم المواقع وأنظمة إدارة التعلم.

فيما يلي بعض الحقاق والأرقام حول التعليم الالكتروني حسب الدراسات والإحصاءات الأخيرة:

  • سيصل حجم سوق التعليم عن بعد إلى 465 مليار دولار في العام 2026.
  • وبعده بعام سيصل حجم ه إلى 457.8 مليار دولار أي بزيادة وقدرها 132 مليار دولار في عام واحد مما يعني أن هذا السوق واعد جداً على المستوى العالمي وعلى مستوى المنطقة العربية أيضاً التي مازالت فيها تكنولوجيا التعليم عن بعد في بداياتها.
  • ستصل قيمة سوق الدورات المفتوحة عبر الانترنت الموكس  إلى 25.33 مليار دولار في العام 2025. في عام 2020 وحده درس 180 مليون طالب من خلالهم.
  • سيصل حجم التعلم عبر الموبايل  عالمياً إلى أكثر من 80 مليار دولار مع العام 2027.
  • سينمو التعليم الالكتروني في قطاع الشركات بما مقداره 38.09 مليار دولار بين الأعوام 2020 و 2024 وسيزداد بنسبة 250% حتى العام 2026.

 

eLearning Market Statistics - Industry Share Forecast Report 2019-2025 - Fractovia.org

 

  • ساهم التعليم الالكتروني بزيادة دخل الشركات الأميريكية بمعدل 42%.
  • 43% من طلاب الجامعات في الولايات المتحدة وجدوا استخدام التقنيات الرقمية في أداء واجباتهم مساعداً بشكل كبير و 81% منهم وجدوا أنها تساعدهم على تحسين درجاتهم .
  • تشير الاستبيانات إلى أن 33 من مؤسسات التعليم العالي ستبقي على استخدام التعليم الالكتروني بعد انتهاء الجائحة.
  • التعليم الالكتروني ينتج 85% أقل من انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون ويستهلك طاقة تقل ب 90% بالمقارنة مع التعليم الوجاهي.

تنبئ هذه الأرقام بمستقبل واعد لهذا القطاع وخصوصاً مع تنامي الحاجة لرفع المهارات وزيادة الاعتماد عليها كمعيار مهم في التوظيف، حيث يُعتبر التعليم الالكتروني أحد أهم الأدوات التي تساعد الأفراد والشركات والمؤسسات على تعلم المهارات وزيادة الكفاءة. كما تفتح الأبواب أما المهتمين والباحثين عن فرص عمل للعمل ضمن المجالات المختلفة المرتبطة بتصميم وتنفيذ التعليم الالكتروني.

Posted on Leave a comment

كيف تعرف أي توقيت بتوقيت مدينتك؟

نحتاج دائماً أن نعرف توقيت حدث ما أو اجتماع أو محاضرة بتوقيت مدينتك. وخاصة في هذه الأيام التي تزايد فيها الاجتماعات الأونلاين.

فيمكن ببساطة الذهاب إلى جوجل (كما في الصورة أدناه) وكتابة توقيت المدينة الذي تريد أن تعرف كم سيكون في مدينتك؛ فالمثال الموجود بالصورة:
لمعرفة الساعة العاشرة صباحاً في نيويورك بتوقيت دبي.

معرفة التوقيت

في هذا الفيديو أقدم لك شرحاً بسيطاً وقصيراً لمعرفة ذلك

يمكنك الاستفادة من هذا الرابط الذي يحوي جميع أسماء المناطق الزمنية في العالم: الرابط هنا

وأيضاً هذا الرابط لمعرفة توقيت أي مدينة في العالم: الرابط هنا

 

في الختام، أتمنى أن يكون ما قدمته مفيداً لك؛ ويسعدني اشتراكك بقناة Skillern للاطلاع على ماقدمته سابقاً وما سأقوم بنشره لاحقاً مع تمنياتي للجميع بالفائدة والمتعة.

اشترك بقناة Skillern

 

 

Posted on Leave a comment

مشاركة أي ملف من جوجل درايف!

يمكننا مشاركة أي ملف (مستند أو مجلد) عبر جوجل درايف Google Drive؛ وذلك من خلال نسخ رابط المشاركة والذي يكون بشكل افتراضي محدد على أنّه “مخصص”. حيث يمكنك الوصول إلى مستنداتك في Google Drive أينما تذهب، سواء على جهاز الكمبيوتر أو الهاتف أو الجهاز اللوحي. وعند الانتهاء من إجراء التغييرات، سيعمل تطبيق Drive على مزامنة أحدث التغييرات تلقائيًا. لذلك في حال فتح المستند نفسه من جهاز آخر، ستظهر جميع التغييرات التي أجريتها.

يمكن إظهار رابط المشاركة من خلال النقر بالزر الأيمن للفأرة على الملف ومن بين الخيارات المنسدلة نحدد على “Get Link”.

تظهر خيارات من يمكنه الاطلاع على الملف والتي سبق وقلنا أنّها تكون بشكل افتراضي مخصص لك فقط؛ بينما الخيار الآخر الذي يمكنك وضعه هو أنّ كل شخص يملك رابط الملف يمكنه الاطلاع عليه.

ويظهر إضافةً لذلك خيارات اسماحية الوصول، وهي ثلاث خيارات:
المستعرض Viewer: يحدد هذا الخيار إمكانية المشاهدة فقط على المحتوى دون القدرة على التعليق أو التحرير.
المعلق Commenter: يمكن من خلال هذا الخيار مشاهدة محتوى الملف المُشارك بالإضافة إلى منح خاصية التعليق عليه.
المحرر Editor: يمكن من خلال هذا الخيار مشاهدة محتوى الملف وإضافة التعليقات وأيضاً القدرة على تحرير وتعديل الملف.

في الختام، أتمنى لك قراءة ممتعة ومفيدة؛ ومشاركتني تجاربك مع جوجل درايف Google Drive من خلال التعليقات أو برسالة إلى صفحتي على الفيسبوك.

يمكنك مشاهدة فيديو هذا المقال هنا؛ ويسعدني اشتراكك بقناة Skillern للاطلاع على ماقدمته سابقاً وما سأقوم بنشره لاحقاً مع تمنياتي للجميع بالفائدة والمتعة. 

اشترك بقناة Skillern

 

 

Posted on Leave a comment

الأهداف الذكية والأهداف الأذكى

الأهداف الذكية والأهداف الأذكى

الأهداف الذكية أو SMART هي جملة مركبة من حروف لتسهيل عملية تذكر صفات الهدف الصحيح. أول من استخدم هذه المصطلح هو الدكتور جورج دوران في مقال له في إحدى المجلات الأكاديمية. يستخدم هذا المصطلح في وضع الأهداف سواء على مستوى الشركات، المشاريع، وحتى الأفراد.

الهدف الذكي له خمس صفات وهم:

SMART:
 1- Specific محدد
 2- Measurable قابل للقياس
 3- Achievable قابل للتحقيق
 4- Relevant/Realistic مرتبط بالمرحلة
 5- Timely محدود بوقت

 الأهداف الأذكى SMARTER Goals ويعني الحرفين الأخيرين:
Evaluate التقييم
Rewards الجوائز (المكافأة)

 

في النهاية، أتمنى لك قراءة ممتعة ومفيدة واستفادة مما قدمت. وفي حال وجود أي إضافة مفيدة من تجاربكم يمكنكم مشاركتها من خلال التعليقات أو برسالة إلى صفحتي على الفيسبوك.

يمكنك مشاهدة فيديو هذا المقال هنا، حيث تتعرف على معنى كل كلمة من هذه الكلمات، وكيفية وضع الأهداف التي تنطبق عليها شروط الأهداف الذكية. ويسعدني اشتراكك بقناة Skillern للاطلاع على ماقدمته سابقاً وما سأقوم بنشره لاحقاً مع تمنياتي للجميع بالفائدة والمتعة. 

اشترك بقناة Skillern