أنظمة إدارة التعلم (LMS)

أنظمة إدارة التعلم والتي يرمز إليها عادة بالأحرف (LMS)  وهي الأحرف الأولى من (Learning Management System) هي برامج كمبيوتر تعمل على تنظيم وإدارة كل ما يتعلق بالتعليم الالكتروني أو الإفتراضي ، فمع تطور تقنيات وتطبيقات التعليم الالكتروني كان هناك حاجة لإنشاء نظام لإدارة العملية التعليمية بطريقة مُنظَّمة خاصة أن الطلاب والمدرسين لا يلتقون فيزيائياً ويخضعون للعملية التعليمية من مناطق مختلفة وأزمنة مختلفة .

 

ترافق التطور التكنولوجي الكبير مع تطور في  أنظمة إدارة التعلم وكان الظهور الأول للنظام في تسعينيات القرن الماضي في الجامعة المفتوحة في بريطانيا ومنذ ذلك الحين شهدت أنظمة إدارة التعليم تطورات كبيرة تسارعت خلال الأعوام القليلة الماضية مع الانتشار الكبير للتعليم الالكتروني وتطبيقاته والحاجة لمواكبة التطورات في طرق وتقنيات التعليم الالكتروني والتطور الكبير لمهارات الجيل الجديد المسمى بجيل الألفية والذي يتمتع بمهارات رقمية عالية وحاجة لأساليب تعليم مختلفة عن الأساليب القديمة.

 

كيف تعمل أنظمة إدارة التعلم؟

كما هو الحال في الجامعات أو المعاهد حيث يوجد هناك نظام للتسجيل والامتحانات وصفوف يدخلها الطلاب ومنهاج يدرسونه وصداقات تنشأ ودراسة جماعية فإن نظام إدارة التعلم هو يقدم البدائل الافتراضية لكل هذه الخدمات من خلال برنامج حاسوبي ويتيح النظام حسابات مختلفة لكل من الأستاذ والطالب والإداري والمدير وحتى أهل الطالب.

 

لنبدأ بالأستاذ، فبعد أن يقوم مدير المؤسسة التعليمية بإنشاء نظام خاص يقوم بتوليد حسابات للأساتذة حيث يصل لكل أستاذ بريد الكتروني يتضمن رابط النظام واسم المستخدم وكلمة السر ومن خلال هذا الحساب يستطيع الأستاذ تحضير  مواده التعليمية ودروسه ضمن إطار وحدات تعليمية (مساقات) وكورسات متكاملة، وتُمكّن أغلب الأنظمة المتوفرة حاليا إمكانية تحميل جميع المواد الدراسية والمصادر المُساعِدة للمادة العلمية التي يودّ تدرسيها كما يمكنه تحضير المذاكرات والامتحانات وجدول الحضور وكيفية إتمام الكورس حيث يمكن برمجة الكورس بأن يستطيع الطالب الانتقال من وحدة تعليمية إلى التالية فقط حين انتهائه من الوحدة السابقة واجتياز اختبارها إن وجد أو أن تكون الوحدات التعليمية مفتوحة للطالب الذي له حرية التنقل بين المعلومات وكل ذلك يتم بعدة نقرات، فلا يتطلب الأمر من الأستاذ جهداً ووقتاً كبيراً لبرمجة الكورس بالطريقة التي يريدها. كما يمكن برمجة الكورس حسب الوقت فيستطيع الطلاب دخول الوحدات التعليمية تبعاً للأوقات التي وضعها الأستاذ مسبقاً.

 

 كما تمكن هذه الأنظمة المدرس طلب الوظائف من الطلاب الذين يمكنهم تحميلها على النظام ليقوم المدرس بالاطلاع عليها وتصحيحها وإعادتها لكل طالب ويقوم نظام إدارة التعلم بتسجيل أداء كل طالب والعلامات التي حصل عليها كما يمكن استخدام تطبيقات نظرية الألعاب (Gamification) لتحفيز الطلاب على التعلم.

 

أما بالنسبة للطالب الذي يتم إنشاء حسابه إما عن طريق المدير أو الاستاذ أو الاشتراك المباشر في كورس تعليمي معين فيتيح  هذا الحساب للطالب الدخول إلى الكورس التعليمي الذي أنشأه المدرس ومشاهدة جميع المواد التعليمية والمصادر الأخرى وتسجيلات الجلسات المباشرة إن وجدت كما تمكن من إنشاء المدونات أو الورقات العلمية حيث يستطيع جميع الطلاب المشاركة والتعليق. بعبارة أخرى فإن نظام إدارة التعلم يخلق بيئة ممتازة للتعلم في العالم الافتراضي ويستطيع الطالب من خلاله مراقبة أدائه ومعرفة الوقت الذي يقضيه في الدراسة ونسبة حضوره وغيابه وكل شيء يخص تجربته التعليمية بعدة نقرات وفي أي وقت وأي مكان. وتبعاً للعديد من الدرسات الحديثة فإن التغذية الراجعة الفورية لأداء الطالب تعتبر عاملاً أساسياً في جودة وسرعة تَعَلُّمِهِ.

 

بالنسبة لحساب الأهل فمن خلاله يتمكن أهل الطالب من مراقبة أدائه وحضوره خلال الكورس التعليمي أما حساب الإداريين فيمكن صاحبه من إصدار تقارير الطلاب ونتائج امتحاناتهم وحضورهم ومشاركتهم وكل ذلك ببسطة شديدة عبر عدة نقرات.

 

باختصار فإن نظام إدارة التعلم يقدم حلاً متكاملاً لإدارة العملية التعليمية الافتراضية ويقدم للطالب والأستاذ تجربة تعليمية فريدة ويجدر القول أن أنظمة التعليم والتعليم الالكتروني بشكل عام يخضعون لتطورات شبه يومية تهدف لإغناء التجربة التعليمية وزيادة تفاعل الطلاب مع الموارد التعليمية وبالتالي زيادة الفائدة والتمكن الأفضل من المعرفة.

مقالات أخرى يمكن أن تهمك

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

This website uses cookies to improve your experience. We'll assume you're ok with this, but you can opt-out if you wish. Accept Read More

%d مدونون معجبون بهذه: