تجربتي في تقديم ورشة عمل افتراضية لعدة فرق عمل

 كان غريباً كان ذلك الشعور بأنني سأبدأ غداً ورشة عمل لمجموعة كبيرة من طلاب ومشرفي جامعة الإمارات العربية المتحدة، دون أن أحضر حقيبتي ودون أن أغادر المنزل.

كان التوتر سيد الموقف في الليلة التي سبقت اليوم الأول، فغداً أنا على موعد مع عدة تحديات أولها إدارة الصف الافتراضي لطلاب الجامعة الذين يوجد كل منهم في منزله ضمن إجراءات الحظر الصحي في دولة الإمارات، وفي نفس الوقت، يتوجب إدارة اللوح الإلكتروني الذي يُمكّن كل طالب من المشاركة عبر الكتابة عليه مباشرة وفي الوقت الحقيقي، بالإضافة إلى تقسيم المشاركين إلى فرق عمل وتوزيعهم على غرف اجتماعات افتراضية، وكل ذلك ضمن العمل على مبادئ التفكير التصميمي لاستنباط الحلول وهو موضوع بحد ذاته جديد على الطلاب.

 

بدأت جلستنا الأولى وكانت الأمور يسيرة بشكل رائع وتفاعل الطلاب مع اللوح الإلكتروني بشكل منظم ومنضبط وتوالت الجلسات، التي طبقت جميع خطوات التفكير التصميمي وبدأ الطلاب يصلون إلى الحلول التي يودون العمل عليها، ثم انتقل الطلاب من قاعة الصف الافتراضي إلى قاعة الاجتماعات الافتراضية الرئيسية، حيث قدمت لهم طريقة العمل خلال الفترة القادمة، ثم تمّ تقسيمهم إلى خمس فرق عمل وتمّ توليد خمس غرف اجتماعات افتراضية فرعيّة، ووزعتها عليهم.

 

كم كان ذلك الشعور جميلاً أن أنتقل من قاعة اجتماعات افتراضية إلى أخرى، وأناقش كل فريق في مشروعه وأنا جالس في منزلي ومن خلال شاشتي. وبعد ذلك تم دعوتهم جميعا للعودة إلى غرفة الاجتماعات الرئيسة حيث قدّم كل فريق نتيجة عمله للجميع، وهكذا كان اليوم الثاني والثالث الذي قدم فيه زميلي العزيز، المدير التقني في نيوفيرستي الدكتور فادي عمروش جلستين عن الأدوات الرقمية وتسويق الأفكار رقمياً وذلك من منزله في اسبانيا والذي أعطى شعوراً رائعاً للمشاركين بمقابلة الخبرات الموجودة في عدة دول والتفاعل معهم مباشرة وهم جالسون في منزلهم.

 

وفي اليومين الأخيرين تم توزيع الفرق على غرفهم الافتراضية كي يكملوا العمل على مشاريعهم بإشراف المرشدين من منتزه العلوم والابتكار في الجامعة حيث قضوا اليوم كله في غرفهم الافتراضية وكم كانت سعادتي كبيرة عندما كنت ادخل الى هذه الغرف وعلى مدى ساعات النهار وأراهم يتناقشون ويعملون معا”.

 

الحقيقة أنّ التجربة فاقت توقعاتي على كافة الأصعدة، حيث تمَّ كل شيء بنجاح كبير، وتفاعل الطلاب مع كافة الجوانب العلمية التعليمية والعملية بشكل متناغم ورائع. وعلى هامش هذه الورشة، كان هناك بعض الامور المثيرة ففي الاستراحة بين الجلستين الصباحيتين كنت أذهب إلى المطبخ لتناول الفطور مع عائلتي وأصنع قهوتي وأعود للجلسة اللاحقة، وفي استراحة الغداء أذهب لأرى عائلتي تنتظرني لتناول الطعام معاً ثم أذهب مجدداً للجلسة.

 

في السابق كنت دائماً أنتظر تلك اللحظة التي أعود فيها من التدريس بعد يوم عمل طويل لأخلع حذائي وأرتمي على السرير وأرتاح، ولكن ضمن هذه الورشة، لم يكن هناك حذاء بالأصل، ولا طريق ولا سفر، ولا فندق ولا ترتيبات، أنتهي من الورشة لأجد نفسي في المنزل بكامل قواي وأتابع عملي بعد استراحة قصيرة.

 

في الحقيقة سأفكر كثيراً في المستقبل قبل أن أقوم بالتدريب والتدريس بالطريقة التقليدية، وبالنسبة للجامعة، فقد وفروا تكاليف سفرنا وإقامتنا وحجز القاعات واستراحات القهوة ووجبات الغداء وحفلات العشاء.

أعتقد أنّ التعليم الإلكتروني سيغير قواعد التعليم بشكل كبير، وستساهم أزمة الكورونا في تسريع هذا التغيير وصناعة قواعد جديدة للعبة وربما ستهز كيان التعليم التقليدي بكامل أركانه حيث أنه يعاني مايعانيه.
أترككم مع مجموعة من صور الورشة وتسريبات من وراء الكواليس.

 

مقالات أخرى يمكن أن تهمك

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

This website uses cookies to improve your experience. We'll assume you're ok with this, but you can opt-out if you wish. Accept Read More

اكتشاف المزيد من فادي الشلبي

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading