Posted on Leave a comment

توجهات التعليم الإلكتروني في العام 2020 (القسم الأول)

توجهات التعليم الإلكتروني في عام 2020 التي ستساعد على تحقيق مستوى عال من انخراط المتعلمين وتطوير الأداء والتغيير السلوكي.

 

تحدثت في مقالتي السابقة عن التوجهات العديدة للتعليم الالكتروني في العام 2020 وقمت بتقسيمها إلى ثلاثة أقسام وهي:

  • توجهات التعليم الإلكتروني في عام 2020 التي ستساعدك على تحقيق مستوى عال من انخراط المتعلمين وتطوير الأداء والتغيير السلوكي.

  • توجهات التعلم الإلكتروني التي تتضمن استراتيجيات التعلم التي تقدّم تجارب تعليمية غامرة وعالية التأثير.

  • توجهات التعلم الإلكتروني التي تساعد في تقييم التأثير ومساعدتك في تحقيق أقصى منفعة من الاستثمار.

وسأتحدث في هذه المقالة عن القسم الأول بالتفصيل.

 

توجهات التعليم الإلكتروني في عام 2020 التي تساعد على تحقيق مستوى عال من انخراط المتعلمين وتطوير الأداء والتغيير السلوكي.

 

1- التعلم بالأجهزة المحمولة Mobile Learning

إنّ التعلّم بالأجهزة المحمولة  يكون من خلال استخدام الإنترنت بالأجهزة المحمولة الشخصية، مثل الأجهزة اللوحية والهواتف الذكية للحصول على مواد تعليمية من خلال تطبيقات الهواتف المحمولة والتفاعلات الاجتماعية ولوحات التواصل التعليمية عبر الإنترنت، حيث يتسم هذا النوع بالمرونة الزمانية والمكانية حيث أنه يسمح للطلاب بالوصول إلى التعليم في أي مكان وفي أي وقت.

واليوم فإن الكثير من المؤسسات تستخدم هذا النهج باعتباره طريقة مهمة لتقديم التدريب، ومازال هذا الاتجاه على رأس قائمة الأمور التي يبادر المتعلمون باستخدامها إلى جانب التوسع في اعتماد التعلم عن طريق الدروس القصيرة microlearning ولاسيما التعلم القائم على الفيديو  video-based learning، حيث أنّه يُعتبر محبوب من قبل المتعلمين، والشركات، وفرق البحث والتطوير على حد سواء. ولكن هذا النوع من التعلم يحتاج جرعةً عالية من التحفيز كي يقوم به الطالب لأنه هو المسؤول عن التعلم دون أي إشراف خارجي باستثناء إذا كان ذلك مرتبطاً بترقية او مكافأة ما من الشركة التي يعمل بها.

من المتوقع أن يستمر هذا التوجه في التعليم الالكتروني في السيطرة على تقديم التدريب عبر الإنترنت بالإضافة إلى التدريب النظري أو التدريب الذي يتم تحت إشراف معلم Instructor-Led Training (ILT)

 

2- تطبيقات الموبايل للتعلم –  Mobile Apps For Learning

إنّ تطبيقات الأجهزة المحمولة للتدريب في الشركات تزود المتعلمين بالمرونة اللازمة للتعلم بأي مكان وفي أي وقت، ويمكن استخدامها لتقديم كل من التعلم الرسمي وغير الرسمي.في الواقع، يمكن استخدامها أيضاً لرقمنة التدريب النظري أو التدريب بقيادة مدرب.

يمكن استخدام كلاً من تقنيات التعلم عن طريق الدروس القصيرة وعن طريق الألعاب للحصول على نتائج فعّالة خصوصاً عند دمج مبادئ الألعاب في التعليم ضمن بيئة العمل مما يؤدي إلى خلق تنافسية بناءة بين المتدربين. ويتضمن ذلك سلسلة من التعلم عن طريق الدروس القصيرة بنطاق سهل ومستساغ، ومن الممكن بسهولة تخصيص هذه المهارات (استناداً إلى دور المتعلم، أو منطقته، أو براعته، أو اهتمامه)

  • يمكن استخدامها لتقديم تدريب رسمي، كسلاسل من التعلم عن طريق الدروس القصيرة بنطاق سهل

  • يمكن الشعور بأثرها الحقيقي عند استخدامها لعرض أدوات دعم الأداء لتوفير الدعم المطلوب أثناء العمل

  • يمكن تحديث تطبيقات الموبايل بسهولة، والنشر بسرعة، ويمكن بسهولة إرسال الإشعارات المتعلقة للمتعلمين.

  • يمكن أيضاً تخصيص موارد كل متعلم (استناداً إلى الاختبارات المسبقة أو الاستطلاعات)

ومع خفض التكاليف وتقليل وقت التطوير، يُنْصح بالاستثمار في تطبيقات الهواتف المحمولة المخصصة للتعلم خصوصاً وأنها مرافقة للأشخاص أينما ذهبوا.

يمكن استخدام التعلم بالأجهزة المحمولة لتلبية غالبية احتياجات التدريب، بما في ذلك:

  1. التدريب الرسمي Formal training

  2. مساعدات بالتعلم الفوري\ الوقت المناسب

  3. التعلم غير الرسمي  Informal learning

  4. التعلم الموجه ذاتيّاً Self-directed learning

  5. التعلم الاجتماعي أو التشاركي Social or collaborative learning

 

3- التعلم المتوافق مع التفضيلات الشخصية  Personalized learning

يُعتبر التعلم التعلم المتوافق مع التفضيلات الشخصية   (كما يمكن أن نطلق عليه أيضاً التعلم المخصص) ثاني أهم التوجهات في التعليم عن بعد بعد التعلم عبر الأجهزة المحمولة والتعلم عن طريق الدروس القصيرة، حيث يُعتقد أنّه سيظهر على مدى العامين المقبلين باعتباره “الوضع الطبيعي الجديد” في التعليم وهو أحد أهم أهداف نيوفيرستي بجعل التعلم الذاتي عادة يومية لكل شخص وذلك عبر تأمين محتوى تدريبي بجودة عالية وباللغة العربية، حيث يرى المتعلمون قيمة في التعلم الشخصي على أساس المحتوى المخصص المقدم لهم، فيمكن الاستفادة من هذه الرحلة المخصصة على أساس معرفتهم الحالية أو اهتمامهم أو احتياجاتهم المستقبلية، فهذا النوع من التعلم يمنح المعلمين تحكماً كاملاً في ما يريدون تعلمه، وكيف يريدون التعلم، و بالوتيرة التي تناسبهم بشكل أفضل. وهو يمكّن فرق البحث والتطوير من توافق المتعلمين مع أهداف العمل وزيادة المهارات أو إعادة تدريبهم بفعالية اكبر مقارنة بالتدريب العام، كما أنّها تعزز ثقافة التعلم المستمر الموجه ذاتياً Self-directed learning.

يمكن استخدام التعلم المتوافق مع التفضيلات الشخصية   لاحتياجات التدريب على مختلف المستويات:

  • مُساعِدات تعلم فورية أو المساعدة على المهام في الوقت المناسب ضمن سير عمل المتعلمين في حال كانوا موظفين تحت التدريب.

  • ممارسة وصقل المهارات لإدارة الوظيفة الحالية بشكل أفضل

  • مهارات محددة تتوافق مع أهداف العمل

  • مهارات جديدة والمهارات اللازمة للنمو في المؤسسة

  • مهارات قيادية

 

4- رقمنة التدريب الموجه بقيادة مدرب إلى تعلم مدمج أو  افتراضي بشكل كامل – Digitization of ILT to blended or fully online learning

مع تزايد الضغوط على ميزانيات التدريب أو بدافع الحاجة إلى ترشيد الإنفاق على تكاليف السفر والإقامة والتي بدأت تأخذ أحياناً بعداً بيئياً، يتزايد عدد المنظمات والشركات التي تقوم بعملية التحول الرقمي للعمليات التعليمية والتدريبية.

من أبرز أجزاء هذه العملية تحويل التدريب النظري أو التدريب بقيادة مدرب إلى وضع  رقمي كامل يُقدّم عن طريق الانترنت أو وضع مدمج.

وفي هذا التحول، يمكن اختيار الموارد عبر الإنترنت لدعم التدريب الفيزيائي المباشر أو الانتقال إلى تقديم تدريب مدمج \كامل عن بعد من أجل:

  • دعم البرامج الأساسية التي تعتمد على المدرب. يمكن أن تشمل هذه البرامج موارد ماقبل ورشة العمل وما بعدها، كما يمكن إضافة تقييمات عبر الإنترنت.

  • تقييم الانتقال من التدريب على التعلم عبر الإنترنت إلى التدريب المدمج أو عن بعدت بشكل كامل من أجل:

  1. الاستفادة من أفضل الحلول في الصف من التعلم بالأجهزة المحمولة والتعلم عن طريق الدروس القصيرة والتعلم بالاعتماد على الفيديو.

  2. اختيار الأساليب الرائجة من تقنية الواقع الافتراضي Virtual Reality إلى استخدام نظريات الألعاب لإنشاء تجارب تعلم فعّالة.

  3. دمج تقنية الواقع المعزز القائم على أصول التعلم لدعم الفصول الصفيّة.

  4. استخدام تطبيقات الموبايل للتعلم لتحسين التعامل مع جلسات التدريب النظري.

من المتوقع أن يشهد عام 2020 تسارعاً بتبني هذا التوجه في التعليم الافتراضي.

 

5- أدوات دعم الأداء – Performance support tools 

أصبح المتعلمون اليوم غير صبورين، وخاصةً مع تعدد المهام وضيق الوقت، فلا يرغبون في تسجيل الدخول إلى نظام إدارة التعلم لتحديد مقرر دراسي قد يكون فيه مايحتاجونه. يريدون أن تكون موارد التعلم ضمن سير العمل الخاص بهم (على سبيل المثال القراءة على هاتفهم الذكي) وأن يتم تجميعها خصيصاّ لمساعدتهم أو تلبية احتياجاتهم الشخصية والعملية.

يمكن لأدوات دعم الأداء PSTs تلبية احتياجاتهم الواسعة النطاق  بما في ذلك:

  • تطبيق ما تعلموه

  • تعلم أكثر حول موضوع معين

  • تعلم مفاهيم جيدة

  • حل المشاكل

 

6- التعلم غير الرسمي Informal learning

معظمنا على دراية بنموذج التعلم والتطوير 70:20:10 حيث أنّ التعلم التجريبي الذي يحدث أثناء العمل يمثّل 70%، بينما التعلم الاجتماعي أو التشاركي الذي يحدث من خلال التعلم مع الآخرين 20%، والتدريب الرسمي يمثل 10%

تدرك المؤسسات الحاجة إلى تحويل إنفاقها التدريبي، حيث تستخدم في الغالب في التدريب الرسمي، إلى نهج أكثر توازناً، وينعكس هذا في توفير سبل التعلم غير الرسمي. وسوف يتسارع هذا الاتجاه في عام 2020 وسيقدّم دعماً قويّاً للتدريب الرسمي.

 

7- التعلم الاجتماعي Social learning

إنّ تعليمنا الأساسي هو ذلك المكتسب مع الآخرين ومن الآخرين، حيث أنّه يمثّل طريقة مهمّة نواصل تعلمّها عندما نعمل. وقد استثمرت العديد من المؤسسات خلال السنوات القليلة الماضية، في توفير منصات لتعزيز التعلم الاجتماعي أو التشاركي، حيث توفر نظم إدارة التعلم من NextGen بالإضافة إلى منصات تجربة التعلم  LXPs، أساس قوي للاستفادة من التعلم الاجتماعي وتعزيز ثقافة التعلم المستمر. وفي حين أنّ تحديد أثر التعلم الاجتماعي أمر صعب، حيث أنّه يعمل على عدة مستويات، فهو يساعد على إنشاء أوساط للممارسة، ويمكن استخدامه كحافز للتغيير والتعلم المستمر.

 

8- التعلم الموجه ذاتياً Self-directed learning

يعد التعلم الموجه ذاتياً طريقة رائعة لتمكين المتعلمين وتزويدهم بالتحكم الكامل في تعلمهم، حيث أنّ مسؤولية التعلم وتحديد مساراته وكيفية استخدامه تقع على عاتق المتعلمين، غير أنّه بإمكانهم الحصول على موارد التعلم من قاعدة معارف المؤسسة أو من مصادر خارجية لتحقيق أهداف التعلم الخاصة بهم.

وبما أنّ هذا لا يتم تعقبه، فإنّه يرهق المؤسسات إلى حد ما، غير أن تكلفة الاستثمار  فيتوفير الموارد ذات الصلة وتنسيق الموارد، وربما المكافآت أو تقدير جهد التعلم ليست باهظة، بل تساعد على رؤية مجموعة متعلمين أكثر تفاعلاً وتحفيزاً وإلتزاماً بنموذج التعلم هذا.

 

وفي عالمنا العربي نحن بحاجة للعمل على عدة أصعدة كي نكون قادرين على مواكبة هذه التوجهات في التعليم الالكتروني الذي يفرض نفسه أكثر فأكثر واهم هذه الأصعدة هي تجهيز البنية التحتية اللازمة للتعلم الالكتروني وأهمها توفير الانترنت بشكل جيد وللجميع وفتح التطبيقات  التي تساعد على التعلم والتواصل. نحن بحاجة أيضاً إلى نشر ثقافة التعليم الالكتروني في المدارس والمعاهد والجامعات وجعلها جزءاً من العملية التعليمية. كما أننا بحاجة لتدريب الكادر التدريسي على استخدام تقنيات وميزات التعليم الافتراضي. وبالنسبة للطلاب ومن خلال تجربتنا في نيوفيرستي فقد وجدنا أنهم قادرين على التأقلم معه ببعض الجهد  وقد تفاعلوا خلاله أكثر من التعليم التقليدي.

 

 

يتيع…..

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.