ما الذي يمكن أن تفعله لكسب المال إذ كان كل ما لديك هو خمس دولارات وساعتين فقط؟
كان هذا هو التمرين الأول الذي واجهه طلاب أحد دفعات برنامج ريادة الأعمال في مدرسة التفكير التصميمي في جامعة ستانفورد، وقواعد التمرين بسيطة، حيث تمّ تقسيم الطلاب إلى مجموعات وإعطائهم 4 أيام لإنجاز التمرين، حيث يمكنهم أن يصرفوا ما شاءوا من الوقت في التخطيط، ولكن بمجرد أن يفتحوا الظرف المعطي لهم ويجدوا بداخله التمويل الأساسي وهو هنا 5 دولار فقط فإنهم يملكون ساعتين فقط لتوليد أكبر كمية من النقود.
من الأفكار التي تخطر على البال بشكل تلقائي لهذا التحدي هي إما المقامرة بهذا المبلغ أو شراء بطاقة يانصيب، وفي الحالتين فإن المخاطرة كبيرة جداً واحتمالية خسارة الـ 5 دولار مقابل لا شيء تكون حتمية تقريباً. كما أن هناك أجوبة تقليدية لهذا التحدي كشراء أغراض لغسيل السيارات وعرض غسل السيارات خلال ساعتين، أو شراء بعض الليمون وبيع عصير الليمون في مكان مزدحم وتكرار العماية خلال الساعتين لزيادة رأس المال، وهو فعلاً ما قام به عدة مجموعات من الطلاب لا تتجاوز نسبتها عادة 20% من مجموع الطلاب الذين يخضعون للتمرين.
ولكن معظم الطلاب وجدوا طرقاً ما وراء الإجابات التقليدية وذلك من خلال تحدي الطروحات والافتراضات التقليدية المعروفة عن طريق النظر إلى إمكانيات واحتماليات ومعطيات مختلفة لخلق قيمة أكبر من المبلغ خلال الوقت المحدد، فلم تعتمد فرق الطلاب التي حققت أعلى الإيرادات على الدولارات الخمس التي وجدوها في ظروفهم. فقط لاحظوا أن تركيزهم على الخمس دولارات وضعت المشكلة في إطار ضعيف جداً وحدّت من إمكاناتهم
.
فكّر هؤلاء الطلاب بأن الخمس دولارات هي تقريباً لا شيء وعندها قرروا أن يعيدوا صياغة التحدي بطريقة أوسع: ما الذي يمكننا أن تفعله للحصول على المال إذ لم يكن لدينا شيء؟
قام الطلاب بتعزيز مهارات المشاهدة واستخدموا مواهبهم وقدرتهم على أن يكونوا خلاقين في تحديد المشاكل (التحديات) التي تحيط بهم لكنهم لا يولوها عادة ما يكفي من الاهتمام. بالنظر لهذه المشكلات وتحليلها استطاع أحد الفرق العودة بـ 600 دولار خلال ساعتين المتاحتين أي بنسبة ربح مقدارها 4000% وإذا ما أخذنا بعين الاعتبار أن الفريق لم يستخدم الـ 5 دولار فهذا يعني أنّ العائد المادي كان لانهائياً.
ماذا فعل هذا الفريق؟
بعد جلسة من العصف الذهني، تذكروا أنّه يحصل ازدحام كبير في مدينتهم على المطاعم مساء يوم السبت بحيث يكون هناك صفوف طويلة من المنتظرين دورهم لدخول المطعم. فقرروا أن يقوموا مسبقاً بحجز طاولات في أوقات الذروة في أكثر المطاعم ازدحاماً ومن ثمّ بيع تلك الحجوزات للواقفين في الدور الطويل. وبدؤوا يبيعون الحجز الواحد بمقابل يصل حتى 20 دولار، وقد تعلموا أيضاً من خلال تجربتهم أنه عندما تقوم الطالبات الإناث بعرض بيع الحجز يكون الموضوع أكثر قبولاً من الناس. كما لاحظوا أيضاً أنه وفي المطاعم التي تعطي الجهاز الرنان للحجز فإن مشتريّ الحجز المبكر يشعرون بسعادة أكبر عندما يتبادلون جهازهم بجهاز الحجز المبكر مقابل المال، وهذه نتائج يُمكن أن يُبنى عليها مستقبلاً لتحسين الربح من خلال هكذا مشروع.
أما الفرق الأخرى فقد قامت أيضاً بأعمال مبتكره لتوليد المال خلال الوقت المتاح. فمثلاً أحد الفرق قام بعرض قياس ضغط الهواء في الدرجات الهوائية مجاناً ضمن منتزه الجامعة وفي حال كان الإطار بحاجة لهواء فكان الشخص يدفع دولارا واحداً مقابل ذلك. وبعد عدة دقائق من نجاح الفكرة وضعوا لافتة صغيرة تطلب التبرع لهدف نبيل مقابل نفخ الإطار وزاد هذا من حجم المبلغ الذي جمعوه بشكل هائل.
بعد انتهاء التمرين وتقديم جميع الفرق لأفكارهم المبتكرة التي اتبعوها، قال الطلاب أنهم لن يستطيعوا بعد الآن أن يقولوا أنهم لا يملكون المال لأنهم ببساطة يستطيعون توليده من خلال المشاكل والتحديات الكثيرة الموجودة أمامهم والتي تنتظر من يقدم حلاً لها فالمشاكل والتحديات فرص من ذهب لمن يعمل على حلها.
لا تجعل نفسك محكوماً بمحدودية ما تملك بل فكر بطريقة مختلفة خارج أي حدود وكن خلّاقاً.