إذا سألت أي أم وأب عن العادة التي يطمح أن يكتسبها أطفالهم، فستجد أنَّ للقراءة الأولوية العظمى في اهتمامات الأهل، لكن لم تعد عادة القراءة سهلة أو مألوفة بسبب وجود الملهيات الأخرى مثل الأدوات التكنولوجية التي يستخدمها الأطفال، مثل الأجهزة اللوحية، والهواتف، والشاشات المتعدِّدة ممَّا وضع الأهل في تحدٍّ حقيقيٍّ لابتكار وإيجاد طرائق جديدة وجميلة وعملية لترغيب أطفالهم بالقراءة وإكسابهم هذه العادة والاهتمام بها وتحسينها مع الأيام، وجعلها لاحقاً قراءة سريعة بفهمٍ أكبر؛ وهنا أقدم لكم مجموعة من نصائح لتنمية عادة القراءة عند أطفالك.
فيما يلي مجموعة من النصائح التي تساعدك في تحقيق ذلك
النصيحة الأولى: اقرأ أمام أطفالك
لا قدوة أكبر للأطفال من الأهل، لذلك نجد أن الطفل مرآة أهله، يقلدهم ويتبع خطاهم، فعندما يجد الطفل نفسه وسط عائلة تهتم بالقراءة بشكلٍ منتظم ويخصص فيها الأبوان –أو أحدهما– وقتاً للقراءة ويمسك الكتاب بيده؛ سيبدأ ذلك الطفل بتقليد أهله، كما ومن الرائع مشاركة الطفل بالأفكار التي قرأها الأهل، أو حتى تخيل بعض الأفكار وتمريرها للطفل.
النصيحة الثانية: اقرأ لأطفالك
يحب الأطفال سماع القصص من أهلهم، لذلك من الرائع إن كان بالإمكان بشكلٍ يومي أو حتى أسبوعي مشاركة الأطفال بالقصص والقراءة لهم. نعم ربَّما تكون مشاغل الحياة وكثرة الالتزامات عائقاً، لكن إنجاب الأولاد مسؤولية ويجب تحمُّلها. فالأطفال يقرؤون في المدرسة ولديهم مادة دراسية كاملة تسمَّى “القراءة” هم يقرؤون نعم، لكن من المهم أيضاً التمييز بين فعل القراءة وبين مهارة القراءة، وتكون تنمية هذه المهارة من خلال عادات وطرائق يُفضل أن ياعد الأهل أطفالهم على اكتسابها. ومن محبة الأطفال لحالة الجلوس مع أهلهم وسماع القصص منهم، تنتقل هذه المحبة للقراءة كعادة مستدامة.
النصيحة الثالثة: اقرأ لهم ما يُحبّون
يجب أن يشعر الطفل بسعادة أثناء القراءة، ومن الرائع أن يقرأ الأهل لهم ما يحبُّون حتى إن كانت تلك المواضيع برأيك غير مهمَّة، وتذكَّر أنَّ هدفك الرئيس هنا هو إكسابهم عادة القراءة وحبها، لذلك لا مانع من أن تكون الخيارات في البداية خيارات مُسلِّية، ويمكن تغيير المحتوى لمحتوى له قيمة أكبر بشكل تدريجي.
النصيحة الرابعة: ربط القراءة بالمرح واللعب
إنَّ أحب الأفعال إلى قلب الطفل هو اللعب، لذلك فإنَّ ربط عادة القراءة مع المرح واللعب، أي تحويل القراءة إلى لعبةٍ مثل تركيب الجمل والكلمات، وتوقُّع أحداث القصة وتمثيلها وخلق حالة مرحة سيساهم ذلك في حب الطفل للقراءة بالطبع.
النصيحة الخامسة: جدولة موعد عائلي للقراءة
كما ذكرنا سابقاً أنَّه من الرائع أن يرى الطفل أهله وهم يقرؤون بشكلٍ منتظمٍ لذلك يمكن استغلال ذلك من خلال تنظيم الفكرة، أي في مرحلة لاحقة يمكن البدء بتخصيص وقت محدَّد للقراءة مثلاً نصف ساعة يومياً ويختلف الأمر حسب ظروف كل عائلة.
تجتمع العائلة ويقرأ الجميع مع أجواء هادئة ومميزة مثل إنارة معيَّنة، أو برفقة موسيقى مُحبَّبة، أو في غرفة معيَّنة. إنَّ تنظيم هذه العملية وتكرارها بشكلٍ يومي أو شبه يومي يحوِّل العادة إلى عادة دائمة تبقى مع الطفل حتى يكبر، وينقلها لأطفاله في المستقبل.
النصيحة السادسة: استثمار التكنولوجيا
ينظر الكثير منا إلى الأدوات التكنولوجية مثل الهاتف، أو الجهاز اللوحي على أنَّها أعداء القراءة وأعداء العادات المُنتجة، ولكن أعتقد أن هناك وجهاً آخر لهم يمكننا استثماره. حيث يمكن توظيف هذه الأجهزة بطريقةٍ جيدةٍ ومفيدةٍ وأن ننقل لأطفالنا فكرة أنَّ التسلية ليست خطأ، وأنَّه يمكن توظيف هذه الأجهزة التي يُحبُّوها في التعلُّم والقراءة والمعرفة من خلال تطبيقات القراءة للكتب المقروءة، أو الكتب المسموعة، أو تطبيقات التعلُّم مع اللعب مثل تعلُّم اللغات، فلا مشكلة من أن يتعرَّفوا إلى هذه الأجهزة ويلعبوا، بل من الضروري أن يكون لديهم مهارات التعامل مع الأجهزة لأنها ستساعدهم في المستقبل وفي الحياة العملية، وستكون أداة مساعدة في أشياء أخرى، لكن يجب أن يكون الأمر مضبوطاً بتحديد الوقت، وتحديد الألعاب.
النصيحة السابعة: الكتب الصوتية
يُحبُّ الكثير من الأطفال سماع الكتب أكثر من قراءتها، وهنالك الكثير من التطبيقات والمواقع التي تدعم الكتب الصوتية، وتدعم اللغة العربية ومنها المجانية مثل يوتيوب ومنها المدفوعة، فحتَّى المدفوعة هي استثمار في محلِّه ، وإن كان الطفل يحبُّ سماع الكتب المسموعة فيجب تشجيعهم عليها وتوفير الأدوات والتطبيقات اللازمة لذلك.
النصيحة الثامنة: التخطيط لرحلة دورية إلى المكتبة
إن كان هذا الأمر متوفراً فإنَّ زيارة مكتبة المدينة لا يقل روعة عن القراءة في المنزل، لكن يمثِّل ذلك تحدياً بالنسبة للأهل في إيجاد الوقت المناسب، ومشاركة الطفل حالته النفسية، وباقي التفاصيل.
تحوي المكتبات اليوم الكثير من الكتب الورقية، والإلكترونية والتفاعلية على أجهزة الحاسوب، ويُمكن جعل زيارة المكتبة رحلة عائليَّة للاستمتاع بالوقت والقراءة والمشاركة الجماعية في القراءة أي خلق أجواء لطيفة فلا يكون فعل القراءة واجباً وإنما حالة جميلة.
النصيحة التاسعة:ربط القراءة والكتب بالمحفِّزات
إن أنهى الطفل كتاباً أو مجموعة كتبٍ في وقتٍ معيَّنٍ، أو استمرَّ والتزم في القراءة لوقتٍ معيَّن يُمكن تحفيزه بمكافأة مُعيَّنة. كما يمكن تحويل الكتاب بحد ذاته إلى هديَّة إن نجح الطفل في أمرٍ ما أو في المناسبات. قد لا تنجح هذه الأمور دائماً، ويمكن أن يتمنَّع الطفل ولا يندهش بهدية مثل كتاب، لكن مع تكرار العملية وعدم الاستسلام يُمكن إيصال فكرة أن الكتاب بحدِّ ذاته هدية قيِّمة ومكافأة جيِّدة.
النصيحة العاشرة: تعليم الأطفال أخذ الملاحظات
يواجهنا دائماً تحدٍ كبير في استرجاع معلوماتنا وماقرأناه. لذا يعدُّ أخذ الملاحظات من أهم طرائق استرجاع المعلومات وحفظها وأرشفتها لأنها نظام واضح وجيِّد ومنتظم ومستدام تساعد الأطفال لتكون القراءة مُفيدة على المدى البعيد في المستقبل، فيبدأ الطفل بتدوين الملاحظات من صغره حتى قبل أن يتعلَّم الكتابة حتى لو لخصّها صوتيَّاً بلغته البسيطة. ومتى انتقل الطفل إلى قراءة معلومات أخرى غير القصة، يمكن أن يتعلَّم كيف يأخذ الملاحظات ويحتفظ بها وكيفية الرجوع إليها بطريقة سهلة.
ختاماً
قارئ اليوم هو قائد الغد، فاستثمر في أطفالك لأنهم خير ثروة لك وللمجتمع من حولك. يمكنك عزيزي القارئ العودة إلى هذه المدونة ففيها معلومات رائعة لتشجيع الطفل على القراءة.
يمكنك مشاهدة فيديو هذا المقال والذي تحدثت فيه عن نصائح لتنمية عادة القراءة عند أطفالك هنا ويسعدني اشتراكك بقناة Skillern للاطلاع على ماقدمته سابقاً وما سأقوم بنشره لاحقاً مع تمنياتي للجميع بالفائدة والمتعة.
اشترك بقناة Skillern