إنّ أفضل لحظات حياتنا ليست في أوقات الراحة والخمول والاسترخاء، بل حين ينخرط جسد الشخص أو عقله إلى أقصى حدوده تطوعاً في إنجاز تحدٍ صعب ومثير.”
(Csikszentmihalyi, 1990)
يرتبط استمتاعنا بنشاط ما غير المصحوب بالندم بعدم الشعور بثقل الوقت في أثناء تأديتنا لهذا النشاط، ليصف الإنسان أجمل أوقاته بجملة “مضى الوقت ولم أشعر به”، فكّر في المرة الأخيرة التي مارست فيها نشاطًا، أو أديت مهمة، وفقدت إحساسك بمرور الوقت، حين كنت مركّزاً أيما تركيز، شاعراً بتفاصيل نشاطك فحسب، منفصلاً عن كوكبنا هذا، غارقاً فيما تعمل دون الشعور بأي شيء آخر، حتى إنك قد لا تسمع الأصوات ولا تلحظ الأشخاص من حولك، مستمتعاً في تدفق كامل قلما تصل إليه، ويا لها من لحظات لا تمحى من الذاكرة!
تدفق كامل… كان عالم النفس الإيجابي Mihaly Csikszentmihalyi أول من أطّر هذا الشعور ليحمل اسم التدفق Flow، فمن هو هذا العالم، وما حكايته مع التدفق؟
يعدّ Mihaly Csikszentmihalyi أحد مؤسسي علم النفس الإيجابي، قضى فترة الحرب العالمية الثانية أسيراً يشاهد آلام ومعاناة الناس من حوله، مما دفعه إلى البحث عن معاني السعادة والرضا ومصدرها، مدفوعاً بالمحن التي ألمت به، والمآسي التي عايشها.
وشاء القدر أن تبدأ صلته بعلم النفس في محاضرة ألقاها عالم النفس السويسري كارل يونغ في أثناء وجوده في منتجع للتزلج في سويسرا، تحدث فيها عن الصدمات النفسية للشعب الأوروبي بعد الحرب العالمية الثانية، وكانت أعماله الملهمة التي أغرته بالذهاب للولايات المتحدة لدراسة علم النفس.
استنتج Csikszentmihalyi في دراساته التي أجراها أن السعادة حالة داخلية نابعة من الإنسان لا خارجية يكتسبها ممن حوله، ويستند كتابه الشهير Flow: The Psychology of Optimal Experience الصادر عام1990 إلى إمكانية رفع مستويات الرضا والسعادة بإدخال التدفق إلى حياتنا اليومية.
طور Csikszentmihalyi مصطلح “التدفق” ليصف حالة الإبداع والأداء المثالي التي مر فيها العديد من الرياضيين والموسيقيين والفنانين الذين أجرى مقابلات معهم في أكثر فتراتهم تألقاً، حين تدفقت أعمالهم في جو من السعادة والإنتاج الغزير دون بذل جهد يذكر.
ما هو التدفق؟
يصف Csíkszentmihályi التدفق بأنه حالة عقلية من الانغماس والاستغراق الكامل في نشاط ما، يركز فيها الشخص ويتوحد مع عمله، ووصفه في مقابلة مع مجلة Wired: “تتلاشى الأنا ويمضي الوقت، كل فعل وحركة وفكر متصل بما سبقه، يصبح أداؤك كعزف الجاز. روحك كلها تشارك في أداء العمل، وتستخدم أقصى ما لديك من مهارات”.
تختلط في التدفق مشاعر المتعة والحماس لأداء العمل مع مشاعر الفرح والسعادة بتحقيق أقصى درجات الإنتاجية التي تحلم بها، لتغدو مزيجاً محفزاً للعمل دون إجبار نفسك أو إرغامها على أدائه لالتزامك بموعد تسليم، وتظهر أكثر ما تظهر في الأعمال الإبداعية كالرسم والكتابة، فقد يبقى الكاتب ساعتين دون كتابة سطر واحد، وكأنّ الإبداع يأبى أن يطاوعه، ثم تتدفق الأفكار عليه فتتلاحق أصابعه لتدوين خواطره، ويتمنى لو يعار يدين غير يديه حتى يفرغ الأفكار الغزيرة التي قرعت باب عقله في تدفقه هذا، ولعل الكاتب يعيش أفضل لحظاته حين يمر بهذه الأوقات.
تأخذك الرياضة والرياضيات إلى التدفق أيضاً، فإعمال العقل في نشاط محدد أو مشكلة رياضية معينة يلهي حواسك عن باقي المشتتات، وتركز كل طاقتك على حل هذه المشكلة لتدخل دون شعور منك في حال تدفق قلما تشعر بها.
آلية الدماغ أثناء التدفق
أصبح التدفق بعد دراسات Csíkszentmihályi محط اهتمام مختبرات البحث العلمي حول العالم، وارتبط التدفق على عكس المتوقع بانخفاض النشاط في قشرة الفص الجبهي، إن الفص الجبهي هو منطقة الدماغ المسؤولة عن الوظائف الإدراكية العليا كالوعي والإحساس بالزمن والذاكرة القصيرة، أي أنها مصدر وعينا وقرارنا المنطقي. دخولنا في التدفق يؤدي لانخفاض مؤقت في نشاطها، وبالتالي تشويه شعورنا بالوقت أي عدم شعورنا بمروره، وفقدان الوعي الذاتي لأداء المهام الذي يستهلك جزءاً كبيراً من طاقة دماغنا، كذلك غياب النقد الداخلي وجلد الذات.
يؤدي تثبيط الفص الجبهي إلى تمكين الإدراك الضمني الذي يؤدي إلى عمل الدماغ بناء على معرفته وذاكرته دون وعي كامل، مما يسمح لمزيد من مناطق الدماغ بالتواصل بحرية، والانخراط في عملية إبداعية دون المرور على مناطق الفص الجبهي لمعالجتها، وخير مثال يوضّح المقصود قيادة السيارة، ففي البدايات يركز الدماغ ويتوتر عند قيادة السيارة في شارع مزدحم، وسرعان ما يتعود وتنتقل المهارة لإدراك ضمني، ويستمتع السائق بقيادة سيارته، ويتفنن في ذلك دون وعي كامل بحركات جسمه التي تُنفذ تلقائياً. كما وجد الباحثون ارتباطاً للتدفق بدائرة مكافأة الدوبامين في الدماغ، وهذا يفسر حماسنا وتشوقنا وفضولنا للاستزادة بما نقوم به، خاصةً أن الدوبامين يرتبط باللهفة والفضول والرغبة في الاطلاع على أمور جديدة.
تظهر الدراسة ارتباطاً بين الفضول ونشاط دائرة الدوبامين في الدماغ، ويعد الفضول أحد خصائص التدفق الذي يمنحنا بشكل أو بآخر مكافآت داخلية لطيفة من الدوبامين عند استمرارنا في إشباع فضولنا.
الشخصية الأقرب إلى التدفق
تختلف قدرة الوصول إلى التدفق من شخص إلى آخر، تشير الدراسات إلى أن أولئك الذين لديهم شخصيات تلقائية autotelic personalities يميلون إلى التدفق بشكل أكثر. ، ويتميز هذا النوع من الشخصيات بالمثابرة والتفكير الإبداعي خارج الصندوق والمرونة العالية والقدرة على التكيف، وحب الحياة والتفكير بالأهداف الكبرى دون تركيز على الذات، فيركزون على مهامهم وأدائها دون التشتت بأحلام بعيدة المنال، ويحاولون في أثناء ذلك الاستمتاع بما يقومون به دون شعور بضغط العمل وإرهاقه.
وجد الباحثون علاقة سلبية بين التدفق والعصابية، وعلاقة إيجابية بين التدفق والوعي، دون وجود علاقة بين التدفق والذكاء، إن الأفراد العصابيين أكثر عرضة للقلق وجلد الذات، فتمنعهم هذه المشتتات الداخلية من دخول حالة التدفق، في حين أن الأفراد الواعين بما يريدون الوصول إليه ينفقون وقتاً أطول في إتقان المهام الصعبة، وينخرطون في العمل بكل حواسهم مما يدخلهم في حالة التدفق دون بذل جهد يذكر، وكأنهم تمرسوا على هذه الحالة وألفوا التفيؤ تحت ظلالها.
ما دوافع التدفق؟
يصنف Mike Oppland الدوافع التي تدخلنا في حالة التدفق إلى داخلية وخارجية، فحينما ينجز الواحد منا مهمة ما يكون مدفوعاً بمشاعر ودوافع داخلية كحماس الفضول ووله المعرفة، أو بدوافع خارجية كاقتراب مواعيد تسليم المهام أو الخوف من عواقب الفشل السلبية.
لعل إنجازنا للمهمة أو النشاط مدفوعين بحبنا له، هو العامل الأقوى والأكثر إمتاعاً، الأمر أشبه بعزف الناي أو ركوب الأمواج مدفوعين بمتعة اللحظة الحالية، ننغمس فيها دون شعورنا بما حولنا، هنا ندخل في التدفق دون وعي ذاتي أو بذل جهد لمتابعة العمل مستسلمين تماماً لروعة اللحظة غير آبهين بمرور الزمن.
قد ندخل حالة التدفق أيضاً تبعاً لعوامل خارجية طمعاً بمال أكثر، أو خوفاً من عقوبة العمل أو أي حوافز خارجية مفروضة علينا، لكن يبقى تأثيرها قصيراً، ولا يدوم فالنفس تملّ ما يفرض عليها، وتهوى ما يرضيها.
فوائد التدفق
لا تقتصر ثمار التدفق على جعل الأنشطة أكثر إمتاعًا فحسب، فإن لشجرة التدفق أيضًا عددًا من الثمرات اليانعة الأخرى تلخصها لنا Kendra Cherry في الفوائد التالية:
1- تنظيم عاطفي أفضل: يكسبك التدفق مرونة عاطفية وقدرة على تنظيم المشاعر وضبطها في أثناء التعامل مع المواقف الحياتية.
2- متعة ورضا أكبر: يحول التدفق العمل إلى نشاط أكثر إمتاعاً، ويخفف من الإجهاد والتعب في أثناء ممارسته، مما يمنحنا شعوراً بالرضا والإنجاز، ويحفزنا داخلياً لأداء مهمات أخرى بثقة أكبر بقدرتنا على الإنجاز.
3- تحسين الأداء وتطوير المهارات:
يحسّن التدفق من أدائنا لزيادة تركزينا وانخراطنا بالعمل ، كما يحفز التدفق الإبداع نتيجة توارد الأفكار مما يعزز الابتكار فينا، ويدفعنا التدفق إلى رفع مستوى التحدي باستمرار مما يجبرنا على تعلم مهارات مفيدة بشكل مستمر.
محفزات الدخول في حالة التدفق
إن الدخول في حالة التدفق لا يحدث عن طريق الصدفة، يمكنك في الواقع التخطيط لوضع نفسك في حالة التدفق عبر مقدمات ومحفزات التدفق، يلخص Jari Roomer أهم خطوات الدخول في حالة التدفق الذهني
1. التخلص من جميع عوامل التشتيت الخارجية:
كلما تشتت انتباهك، تحتاج في المتوسط إلى 25 دقيقة لاستعادة انتباهك الكامل للمهمة التي تقوم بها، هذا بسبب بقايا الانتباه attention residue، التي تعني أن جزءاً من انتباهك ما زال مركزاً أو يفكر بالمهمة السابقة.
يمكنك الوصول إلى حالة التدفق فقط عندما تركز باهتمام كامل لمدة 10-15 دقيقة على الأقل، سيسمح لك هذا بالدخول في حالة من التركيز المفرط، وهو العنصر الأكثر أهمية للوصول إلى حالة التدفق.
نعيش يومنا بين الماجريات والمشتتات الخارجية، وأصغر مشتت قادر على إخراجنا من حالة التدفق والتركيز العميق التي لا نستطيع العودة إليها بسهولة، لذلك أبعد عنك هذه المشتتات ما استطعت، واجعلها بعيداً عن متناول يدك.
لا تعتمد على إرادتك فحسب، وأبعد هاتفك الذكي الذي يشكّل أكبر مصدر إلهاء ما استطعت، لأن عقلك سيبقى مشوشاً مشغولاً به، وينتفض عند أول إشعار أو اتصال يأتيك، وأغلق جميع علامات تبويب الوسائط الاجتماعية وإشعارات البريد الإلكتروني، إن كان العمل على جهازك المحمول ، وحافظ على مساحة عمل نظيفة بأقل عناصر ممكنة، ويفضل الانتقال إلى بيئة هادئة حتى تنخفض المقاطعات للحد الأدنى.
2. القضاء على المشتتات الداخلية:
تعيق الضغوط والمشاعر السلبية تركيزك وانتباهك، نتيجة انحراف تفكيرك عن المهمة إلى المشاكل والأمور التي تفكر بها، ومن ثمّ سيكون من المستحيل الوصول إلى حالة التدفق.
ولعلّ أنجع وسيلة للتخلص من المشتتات الداخلية:
1. كتابة اليوميات كل صباح ومساء.
2. ممارسة التأمل اليومي لعشر دقائق على الأقل.
هذا سيساعدك على تصفية ذهنك، والحد من شرود الذهن والتحكم في أفكارك بشكل أفضل.
3. العمل في وقت الذروة (Biological Peak Time):
راقب يومك وحدد وقت الذروة في الإنتاج، كلّ منا لديه وقت ينتج خلاله أكثر من أي وقت آخر، أفضل هذه الأوقات هو وقت الفجر حين يكون الذهن صافياً، والمشتتات في حدها الأدنى، لكن قد يفضل آخرون الليل night owl للأمور التي تحتاج تركيز عال. لا يهم هذا؛ حدد الوقت الذي تكون فيه بأعلى درجات نشاطك، واختره ليكون وقت التدفق.
وإذا حاولت الوصول إلى حالة التدفق عندما تكون متعبًا ستستنزف طاقتك، وستشعر وكأنك تخوض معركة شاقة في سبيل التركيز على مهمة واحدة، وكأنك تعبر مستنقعاً موحلاً وفي قدميك أغلال حديدية، وأي مشتت داخلي أو خارجي صغير أو كبير سيأخذ انتباهك بعيداً عن المهمة.
لذا حدد وقت الذروة، وكفَّ عن أي مشتتات قبله بنصف ساعة حتى لا يترسب لديك إي بقايا انتباه، ثم ادخل تدفقك بسلام.
4. الاستماع إلى نوع جيد من الموسيقى:
تزيد الموسيقى من تركيزك وتوصلك إلى حالة التدفق بسرعة أكبر، خاصة عند الاستماع لموسيقى مكررة كموسيقى الزن أو الموسيقى الكلاسيكية، كما تمنع سماعات الأذن أي مؤثرات خارجية من ضجيج أو ثرثرة من قطع خلوتك ، ووجد Roomer أن المشتتات الداخلية تغيب عند سماعه موسيقى التكنو، وتبقي ذهنه حاضراً دون شرود.
لذلك اختر موسيقى مألوفة مكررة كل مرة بحد أدنى من الكلمات حتى لا تسترعي انتباهك في أثناء سماعها، لأن الغاية من الموسيقى هو ضبط انتباهك لا الاستمتاع بها .
5. العمل على مهمة واحدة محددة:
يغرينا تعدد المهام للتنقل بينها، ومحاولة أدائها جميعها في الوقت ذاته، فيندفع الشخص إلى ترك ما بين يديه متوجهاً لمهمة جديدة عند أول صعوبة تواجهه، مما يقلل من تركيزه وإنتاجيته، ويجعل دخوله في حالة التدفق أمراً عسيراً، لذلك اختر مهمة واحدة وابدأ بها ولا تلق بالاً لباقي المهام.
عندما تفتقر إلى الوضوح بشأن النتيجة النهائية وما تريد تحقيقه، سيكافح عقلك للوصول إلى التركيز الأمثل، وتستنزف طاقتك وأنت تعمل دون جدوى، لكن عندما يكون لديك هدف واضح، ستمنع بذلك شرود الذهن وتشتته، وتحدد وقتاً لإنهاء مهمتك دون تسويف.
يسود التشتت المهمات الضبابية، فينقضي الوقت دون تحقيق شيء يذكر، وستجد في التهرب منها وتسويفها إلى مهمة أخرى أمراً لا مفر منه، لذا ينبغي عليك أيضاً تحديد المهمة بدقة لمعرفة ما ستقوم به بالضبط.
6. يجب أن تكون المهمة صعبة بما فيه الكفاية، ولكن ليست صعبة للغاية:
يقول: Csíkszentmihályi “إذا كان مستوى التحدي منخفضاً، لا بد من رفعه للعودة إلى التدفق، وإذا كان مستوى التحديات مرتفعاً لا بد من تعلم مهارات جديدة للدخول في حالة التدفق”
يغلب على المرء التشتت والملل عندما يكون مستوى التحديات منخفضاً، ويصيبه الإجهاد والقلق حين يصطدم بمهام صعبة تفوق مستوى مهاراته، إذا كنت ترغب في الوصول إلى حالة التدفق، فإن المهمة التي تعمل عليها يجب أن تكون صعبة بما يكفي لكي يبقى عقلك مهتماً دون ملل أو تشتت، ودون أن تتجاوز حد مهاراتك وقدراتك مما يصيبك بالتوتر والإحباط.
7. تناول الكافيين بشكل استراتيجي:
وفقًا لـ Chris Bailey، مؤلف كتاب Hyperfocus، فإن استهلاك الكافيين بشكل استراتيجي دون إفراط أو تفريط يزيد الإنتاجية والتركيز، فقد ثبت أن استهلاك ما يصل إلى 200 ملليغرام من الكافيين (حوالي فنجانين من القهوة) يزيد من قدرتنا على العمل ويقوي تركيزنا في أثناء ذلك، ويدعم الذاكرة القصيرة ،وهذه العوامل كلها تسهم في إدخالنا إلى حالة التدفق، إنّما لا ينبغي أن تزيد الكمية عن 400 ملليغرام، لأن هذا الإفراط يؤدي إلى زيادة القلق وانخفاض التركيز.
8. حافظ على رطوبتك:
يبقى الماء العامل السحري في كل خطة، إن شرب كمية كافية من الماء مهم لزيادة تركيزك، بينما على النقيض من ذلك يؤدي التقليل من شرب الماء إلى الخمول وانخفاض النشاط والضبابية في التفكير، ومن ثم انخفاض مستويات الإنتاجية مما يحول بينك وبين التدفق.
9. إنشاء إشارة ذهنية:
بافلوف وقوة العادات؛ اربط التدفق بمقدمات تنبئ الدماغ به، كموسيقى أو طريقة جلوس معينة أو لبس قميص محدد، أو جملة تقولها أو أي أمر آخر تراه مناسباً، افعله في كل مرة تدخل التدفق مراراً وتكراراً.
سيتشكل بمرور الوقت منعكس عصبي ودائرة عادة تساعدك على الوصول إلى حالة التدفق، ليشعر جسمك وعقلك أن الوقت حان للدخول في التدفق، وأن زيادة إنتاجيتك وتركيزك أمر حتمي التحقق.
ولا تنس بعد نجاح الأمر مكافأة نفسك بقطعة حلوى أو استراحة ممتعة، حتى ترتبط هذه الدائرة العصبية بالدوبامين، ومن ثمّ تنطبع بالدماغ بسهولة.
10. لا تتدفق وحدك
طلب باحثون من جامعة Bonaventure من الطلاب اختيار الأفضل بين التدفق وحدهم والتدفق ضمن فريق، وكانت إجابات الأغلبية أن تجربة التدفق كانت أكثر إمتاعاً ضمن فريق، خاصةً مع المحادثات الجانبية مع أعضاء الفريق، وكانت النتائج وردّات فعل المشاركين أكثر إيجابية حين كان أعضاء المجموعة يعرفون بعضهم البعض.
لذا خض تجربة التدفق مع أصدقائك بوعي كامل منكم بضرورة الاجتماع للعمل أو الإبداع، دون أن تتحول الجلسة لجلسة سمر وتسلية.
ابدأ الآن
لعل الإرادة أهم عامل للوصول للتدفق، كل ما قرأته لن يكون مؤثراً ما لم يكن لديك إرادة حقيقية في الوصول إلى التدفق في أعمالك ونشاطاتك، وبالتأكيد لن تستطيع إتقان مهارة التدفق من المرة الأولى ولا بد من التمرن عليها والتدرج فيها.
من المهم أيضاً أن تتذكر أن التدفق هو حالة ديناميكية دائمة التغير، مع زيادة خبرتك ومستوى مهاراتك، ستحتاج باستمرار لرفع مستوى التحدي للمحافظة على التدفق دون ملل أو تشتت، تزود بوقود اللهفة، وانطلق بحماسة، وستصل حتماً.
1 comment
المقال رائع و مفيد كتير شكراً لجهودك ا. فادي كتاباتك دائماً ملهمة وانا بصراحة من فترة كنت عم فكر كيف بقدر زيد انتاجيتي رح حاول جرب النصائح يلي حكيت عنا بالمقال وانشالله بلاقي نتيجة 🙏