كيف أقرأ 70 كتاباً في العام، سبع نصائح لزيادة قراءتك

by Lobana

نتحمس دائماً لقراءة الكثير من الكتب، وذلك بسبب أهميتها ولأننا ندرك أنّها عصارة تجارب وحياة من كتبوها، فنجد أنفسنا نود قراءة الكثير من الكتب، ولكن تنفيذ الأمر لا يبدو بهذه السهولة. وهكذا كنت أنا أيضاً إلى أن طوّرت طريقتي لزيادة القراءة، وسأكون سعيداً بمشاركة تجربتي معك علها تكون مفيدة وتساعدك في تحسين وزيادة قراءتك سأختصرها في النصائح السبع التالية. 

قبل عدة سنوات وتحديداً في عام 2016 حضرت معسكراً تدريبياً ريادياً تحضيراً لإطلاق مشروعي الناشئ الجديد نيوفيرستي. اكتشفت من خلال هذا المعسكر حاجتي الماسة لتأهيل كامل ومن الصفر لمعلوماتي في مجال الأعمال والمشاريع الناشئة حيث أنّها كانت معدومة، وذلك لإكمال مشروعي وعمل ما يمكن لضمان نجاحه. ولتعويض نقص المعلومات الذي اكتشفته، كان لابد من تطوير نظام ما لزيادة قدرتي على القراءة والاطلاع على أكبر قدر ممكن من المعلومات، وهنا كانت بداية تحول استراتيجياتي في القراءة. 

النصيحة الأولى: استثمار الوقت الضائع في المواصلات والرياضة باستماع الكتب الصوتية

اكتشفت من خلال تحليل الوقت والنشاط خلال يومي بأنّه بإمكاني استثمار الوقت المستهلك للمشي والمواصلات والرياضة بطريقة مضاعفة، وذلك من خلال الاستماع للكتب وخاصة أنّي أقضي حوالي الساعتين يومياً في هذه النشاطات. فإذ عرفنا أن معدل طول الكتاب المسموع هو 10 ساعات تقريباً، فسيكون من السهل استنتاج انك تحتاج 5 أيام لإنهائه.
 
ولكن لم يكن بالأمر السهل والسلس في الفترة الأولى من التجربة. فلم أستطع التركيز فيما أسمع، حيث من الممكن أن يمر عدة دقائق دون أن أنتبه لما أسمع وذلك بسبب انشغالي بما أرى أو بالطريق. وأعترف أني وبعد أسبوعين من التجربة استسلمت وألغيت الفكرة نهائياً. ولكن بعد فترة وكلما كنت أمشي وأمارس الرياضة كنت أشعر بقيمة كل هذا الوقت الذي يمكن أن استغلاله بشكل أفضل، وتنامت هذه المشاعر شيئاً فشيئاً إلى أن قررت تدريب نفسي على الاستماع. وفعلاً بدأت بالتدرب ومحاولة التركيز التدريجي. 
وبعد ثلاث أشهر من التدريب اليومي، لمست تحسناً كبيراً في مستوى تركيزي وفهمي للكتب. وبعد ستة أشهر أصبحت العملية سهلة جداً. ومنذ ذلك الحين أصبح الاستماع للكتب إحدى عاداتي الأساسية وأحد الطرق التي أستخدمها لإنهاء قراءة الكتب. 

النصيحة الثانية: اخلق روتيناً للقراءة

يمكنك البدء بتخصيص وقت محدد للقراءة بناء على برنامج يومك، بحيث تكون قادراً على الالتزام بالموعد المحدد بشكل يومي. يمكن أن تحدده صباحاً عند الاستيقاظ، أو مساء قبل النوم أو بعد الغداء. والصراحة أجد أنّه غير مهم موعد الوقت بقدر أهمية قدرتك على خلقه كروتين يومي.

النصيحة الثالثة: هندس بيئتك المحيطة

تعد البيئة المحيطة عامل أساسي وداعم لخلق أي عادة جديدة. وأقصد بذلك البيئة الحاضنة والداعمة للعادة. لذلك إذا كنت تريد أن تقرأ أكثر لابد من خلق بيئة تساعدك على تحقيق ذلك. إنّ إحاطة نفسك بالكتب التي تود أن تقرأها بحيث تراها في كل وقت من أساسيات خلق هذه البيئة. يُضاف إلى ذلك خلق خطوات إضافية وصعبة للوصول إلى ما يشتّتك كزيادة صعوبة وصولك للتلفزيون أو الهاتف. هذه أحد الأفكار الأساسية التي ناقشها جيمس كلير في كتابه الشهير العادات الذرية
فربما يمكنك فصل فيش التلفزيون بعد الانتهاء من مشاهدة برامجك. عندما تأتي في اليوم التالي لمشاهدة التلفاز فهذا يتطلب منك النهوض والحركة وهو ما ستحسه صعباً. فإذا كان الكتاب موضوعاً جانبك ستجد أنه من الأسهل أن تمسك الكتاب وتبدأ بالقراءة من أن تنهض لتشغيل التلفاز. أسمي هذا الاستثمار الذكي للكسل. 
يمكنك أيضاً أن تضع الكتاب بجانب سريرك وتضع هاتفك للشحن في مكان بعيد عن السرير. فعندما تكون في السرير ستمد يدك لتجد الكتاب فتقرأ قليلاً قبل استسلامك للنوم. نفس السيناريو يمكن أن يتكرر صباحاً. هناك الكثير من الطرق التي يمكن فيها أن تهندس محيطك ليساعدك على القراءة، ويمكنك أن تبدع في ذلك. 

النصيحة الرابعة: اقتنِ قارئ إلكتروني

من الميزات الأساسية والمهمة للقارئ الالكتروني هو إمكانية تخزين مئات الكتب عليه وأخذهم معك حيث تذهب. كما يمكنك الوصول إليهم من أي مكان وأي زمان من خلال هذا الجهاز الذي يزن أقل من أي كتاب ورقي متوسط الحجم. ولكن ما أريد التركيز عليه هنا هو أن وجود هذا الجهاز يساعدك على استبدال الهاتف. فربما قررت أن يكون لديك روتين القراءة قبل النوم فيمكنك وضع القارئ الإلكتروني بجانب سريرك بدل الهاتف الذي ستضعه بعيداً عن متناول يدك. فعندئذ لاتجد سواه أمامك فتقرأ. والميزة المهمة الأخرى أنه لا يمكن لهذا الجهاز من الاتصال بالإنترنت إلا لمزامنة ما قرأت أوتوماتيكياً. أي أنه يساعدك على تجنب الإشعارات والتشتت ولايغريك بفتح مختلف صنوف المواقع. يضاف إلى ذلك أن الضوء المنعكس من الجهاز ليس ضاراً كأضواء الهواتف والحواسيب فلا يعيق ضوءه سلاسة نومك، بل يساعد على ذلك ويمكن التحكم بشدته من خلال إعدادات الجهاز كما يمكن استخدام الوضع الليلي المريح للعين. وأخيراً فإنه يتيح لك أن تعمل هايلايت (تمييز بلون محدد) للمقاطع التي تعجبك، والحصول عليها في ملف مستقل يمكنك الرجوع إليه متى شئت لتذكر ماقرأت. وإضافة أخيرة جدير ذكرها بأنّ القوارئ الالكترونية مرتبطة بتطبيقات الهاتف والحاسوب التي تتيح لك قراءة الكتب ويتم مزامنتها مع ماقرأت على الجهاز، بحيث أنه إذا كنت في انتظار شيء ما ولا تحمل قارئك معك، فيمكنك فتح التطبيق ومتابعة قراءة كتابك بنفس المميزات، وكل ما هو مطلوب أن تضبط نفسك ولا تفتح تطبيقات التواصل الاجتماعي.
 

النصيحة الخامسة: ابدأ بقراءة السهل الممتع

إذا كنت تود بناء عادة القراءة فيجب أن تقوم بذلك بشكل استراتيجي. بمعنى أنه حتى ولو كان هدفك قراءة الكتب الدسمة في مجال ما، ابدأ بقراءة كتب بسيطة وممتعة. كتب تجعلك لاتود الانتهاء منها حتى ولو لم تكن هناك أي قيمة لها. اعتبرها خطوة باتجاه بناء العادة. فبعد أن تصبح محباً للقراءة، يمكنك الانتقال تدريجياً للقراءات الأخرى دون أن تجد مقاومة داخلية.
 

النصيحة السادسة: لست مجبراً على إنهاء كل كتاب تبدأه

الموضوع يتعلق بطريقة تفكير، بالعقلية Mindset. 
ربما يمنعك عدم إكمال الكتاب الذي بين يديك من البدء بكتاب جديد وأنت غير مستمتع به أو لا تجده مفيداً كما كان يحصل معي دائماً. من المهم معرفة أنّ ليست كل الكتب جيدة لك، وليس كل ما في الكتاب يجب قراءته. يمكنك استعمال القراءة السريعة وتخطي الصفحات والشروح كونها استراتيجيات مفيدة لمساعدة نفسك، وقراءة كمية أكبر من الكتب.

النصيحة السابعة: اخلق طقساً خاصاً بالقراءة

الفكرة هنا هي برمجة دماغك على فكرة القراءة ضمن طقس معين، بحيث عندما يتوافر هذا الطقس فلا تحتاج لبذل أي جهد للولوج في القراءة بعمق. سيقودك عقلك مباشرة للقراءة. تختلف الطقوس وتتنوع بعدد الأشخاص، ولكن يمكنني أن أعطيك هنا بعض الأفكار.
يمكنك على سبيل المثال اختيار قائمة من الموسيقى تشغلها كلما أردت أن تقرأ، فبعد فترة وبمجرد سماع الموسيقى سيكون عقلك جاهزاً للقراءة. يمكن أيضاً اختيار مكان ما من المنزل بطريقة جلوس معينة تكون خاصة بالقراءة. يمكنك اختيار إضاءة معينة ترافق قراءتك أو أن تقوم بشرب مشروب ما كلما قرأت فبحيث تصنع مشروبك المفضل وتجلس للقراءة. وأخيراً وليس آخراً، يمكنك استخدام مؤقت لضبط زمن القراءة. وتجنباً لوجود هاتفك في المجال البصري لعينيك يمكنك استخدام ساعة رملية لذلك أو أي من المنبهات القديمة التي مازلت أنت أو أهلك تمتلكونها ولا تستعملونها.
 
في النهاية، أتمنى لك قراءة ممتعة ومفيدة واستفادة مما قدمت. وفي حال وجود أي إضافة مفيدة من تجاربكم يمكنكم مشاركتها من خلال التعليقات أو برسالة إلى صفحتي على الفيسبوك.

 

يمكنك مشاهدة فيديو هذا المقال هنا ويسعدني اشتراكك بقناة Skillern للاطلاع على ماقدمته سابقاً وما سأقوم بنشره لاحقاً مع تمنياتي للجميع بالفائدة والمتعة. 

اشترك بقناة Skillern

مقالات أخرى يمكن أن تهمك

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

This website uses cookies to improve your experience. We'll assume you're ok with this, but you can opt-out if you wish. Accept Read More

%d مدونون معجبون بهذه: