
الكثير من المجادلات والأسئلة والنقاشات التي نسمعها يومياً المناقضة لفكرة كتابة الأهداف وتحديدها بشكل واضح وذلك لأن بنظر مؤيدي هذه الفكرة أنّ وضع الأهداف يجعلك تركز فقط في نقطة النهاية ولا تدفعك للاستمتاع بالرحلة؛ ولكن من خلال تجربتي بالعمل والإشراف مع العديد من الأصدقاء والطلاب حول فكرة وضع الأهداف استطعت تحديد ثماني نقاط أو مفاتيح أساسية سأقوم بمشاركتك إياها لتساعدك في معرفة وتحديد أهدافك.
تتمثّل أهمية وضع الأهداف في كونها عملية حيوية مهمّة تُساعدك على التركيز على ما هو مهمّ حقًا بالنسبة إليك، حيث أنّها:
– تساعدك على قياس التقدّم الذي أحرزته.
– تضمن لك التغلّب على التسويف والتأجيل.
– تمكّنك من بناء رؤية واضحة لأحلامك، حيث أنّك لن تستطيع وضع خطّة لتحقيق أحلامك، ما لم تكن تعرف ما هيّتها.
المفاتيح الأساسية المساعدة لتحديد ومعرفة الأهداف
1- الأهداف هي البوصلة
من أهم النقاط التي نبدأ بذكرها وهي أنّ وضعك للهدف يحدد لك الاتجاه الذي ستسير عليه؛ وكمقاربة يمكنني أن أسألك هل يمكنك التخيل بأنّك بسباق للقوارب، وبسبب قوتك وتميزك بالتجديف بدأت بكل طاقتك، ولكن للأسف كنت تجدف بالاتجاه المعاكس.
2- العقل مخلوق طريقة موجهة لعمل المخرجات
هل سمعت سابقاً بمفهوم TELEOLOGY (الغاية)؟
هذا المفهوم يعني أنّك تقوم بالعمل لغاية محددة تريد الحصول عليها، فهذا يجعل العقل بكل مكوناته وسيطرته على جسمنا للتوجه لتحقيق هذه الغاية.
3- أهداف ضمنية
لو لم تعترف بشكل واضح لذاتك بوجود مجموعة من الأهداف الخاصة بك، ولكنك ضمنياً قد قمت بذلك؛ وللإشارة إلى ذلك اختيارك للكتاب الذي ستقرأه أو الفلم الذي ستشاهده أو تحديد الأصدقاء أو نوع العمل؛ كل ذلك هو ضمن تحديد الأهداف ضمنياً.
4- الجميع لديه أهداف، فليكن ذلك واضحاً
نملك جميعاً أهداف، في حال قمت بتوضيحها بشكل علني أو مازالت داخلك مضمنة.
ولكن كتابة هذه الأهداف أمامك بشكل واضح يدفع العقل نحو تحقيقها؛ فالعقول مخلوقة بطريقة اتجاه الأهداف. وهذا يجعل من السهل لديك ترتيب أولوياتك.
5- ليس من الضرورة أن تكون أهدافك ذكية
قد تشعر بالضغط اتجاه وضع أهداف ذكية خاصة في حال كنت محاط بمجموعة من الأصدقاء الذين يتحدثوا عن ذلك أو قراءة مقالات أو مشاهدة فيديو بخصوص ذلك.
في حال كنت قادراً على وضع أهداف SMART أو SMARTER فذلك رائع، ولكن أيضاً يمكن أن تكون أهدافك أكثر بساطة، فعلى سبيل المثال يمكن وضع هدف الجلوس مع أطفالك أو الخروج مع الأصدقاء أو ماشابه.
6- التفكير بأربع نواحي للأهداف
لا تنسى أن هناك أربع مستويات عليك التفكير بها لأهدافك: المستوى المهني، المستوى الاجتماعي، المستوى الصحي، المستوى الروحاني
7- ليشعرك هدفك بالسعادة
لا تجعل من هدفك الذي وضعته يجعلك بحالة غير سعيد؛ يمكنني ترشيح كتاب العادات الذرية Atomic Habits للكاتب James clear؛ والذي أراه من أهم الكتب التي تتحدث عن خلق منظومة العمل.
8- فكرة المعنى
إذ لم يكن لديك غرض تسعى له في هذه الحياة فستكون من غير معنى؛ ولذلك يجب أن يكون هناك هدف سامٍ تسعى له، وإنّ حالة التوتر التي تصيبنا في حال وجود الهدف هي التي تجعلنا نتحرك.
في الختام، فإنّ عملية وضع الأهداف هي باختصار القوّة الدافعة التي توصلك إلى غايتك، والمفتاح الأساسي لتحقيق النجاح في جميع المجالات. سواءً كان ذلك رفع قدراتك الذهنية أو البدء بممارسة هواية جديدة أو غيرها.
حينما تكتسب مهارة وضع الأهداف بشكل صحيح، فأنت قد اكتسبت مهارة صنع المستقبل! لأنها ستتيح لك توسيع مداركك، وتحفيز نفسك للتغيّر على نحو لم يسبق لك تخيّله.
يمكنك مشاهدة فيديو هذا المقال هنا ويسعدني اشتراكك بقناة Skillern للاطلاع على ماقدمته سابقاً وما سأقوم بنشره لاحقاً مع تمنياتي للجميع بالفائدة والمتعة.