من المتعارف عليه علمياً أن أصعب مهمتين يقوم بهما الإنسان على الإطلاق في حياته هما المشي والكلام وتليهما الكتابة. وهذه المهام هي أصعب من أي شيء آخر قام به الإنسان أو يقوم به على وجه الأرض، فهي أصعب من أي إنجاز علمي أو رياضي أو أي نوع خارق آخر.
ولكن عندما نأتي للإنجازات الرياضية على سبيل المثال فإن هناك عدداً محدداً جداً من سكان الأرض الذين استطاعوا تحقيق ذلك على الرغم من أنه أسهل من المهمات الثلاث الآنفة الذكر فلماذا في هذه المهمات نرى جميع البشر قد استطاعوا النجاح وإنجازها على أكمل وجه.
بداية وقبل أن أكمل، إذا كنت تشك في صعوبة المشي، حاول أن تمشي على يديك وإن كنت تشك في صعوبة الكلام، اذهب إلى اليابان وتواصل مع الناس هناك، وإذا كنت تشك بصعوبة الكتابة امسك القلم بقدمك واكتب.
السبب الذي يجعل جميع البشر يستطيعون القيام بأصعب ثلاث مهمات على الإطلاق، وذلك رغم جميع الصعوبات التي يواجهونها والفشل الذي يشعرون به والألم والأذى هو أننا نتدرب. فالطفل مازال على فطرة الله التي فطره عليها وهذه الفطرة هي كالشيفرة المودوعة مسبقاً من قبل رب الكون والتي لها ترجمة واحدة فقط: أنا أستطيع أن أقوم بأي شيء أريده مهما سقطت وفشلت وتألمت سأصل لهدفي. هذه هي الفطرة التي فطرنا عليها والتي يبدأ الأهل والمجتمع والمدرسة بالقضاء عليها تدريجياًحتى يصبح تحقيق شيء بسيط بعيد المنال باستخدام حجج معلبة وجاهزة “ليست لك، مالك قدها، لا تملك المقومات، خليك منطقي وواقعي” إلى آخر هذه الكليشات الفارغة.
وهذه الفطرة والشيفرة أودعها الله في جميع البشر كي يكونوا قادرين على تحقيق أي شيء يريدونه وما المشي والكلام إلا أكبر دليل على ذلك. وليس انتشار صور وفيديوهات أولئك الذين نلقبهم بذوي احتياجات خاصة وهم فيها يحققون ما نعجز نحن عن تحقيقه سوى برهان آخر على تلك الفطرة وتلك الشيفرة.
إذا كنت تظن الآن أن هناك شيء لا تستطيع فعله أو حلم لا يمكنك تحقيقه فاعلم أنك تكذِّب آيات الله واعلم أن فطرتك قد تم تشويهها بشكل جيد واعلم أنك تستطيع بجهد بسيط إزالة هذه الشوائب عن فطرتك وإعادة شيفرتك إلى كامل قوتها وفتح أبواب ما فتىء الناس من حولك يصفونها بالمستحيل واعلم أن المستحيل هو كلمة من اختراع البشر وليس لها أي أثر في كتب الله السماوية وهي الكتب التي نزلت كدليل لاستخدام الماكينة البشرية بديعة الخلق. وهي كلمة تم استخدامها لتبرير كسلنا ولتكون شماعة جاهزة نعلق عليها كل ما لا نريد بذل جهد لتحقيقه.
هل أبهرتك يوماً ما المرسيدس؟ هل أنت معجب بالهواتف الذكية؟ هل لفتت انتباهك أحد الأجهزة الذكية التي انتشرت في أيامنا هذه؟ هل وقفت مذهولاً أمام تصميم كمبيوتر ما أو تكنولوجيا ما؟ هل وقفت فاغر الفاه أمام طريقة التوصيلات الالكترونية داخل الشرائح الالكترونية؟
أعتقد أن جوابك سيكون نعم على أحد هذه الأسئلة على الأقل. أود أن أقول لك أنه أحرى بك أن تكون مبهوراً بنفسك وبجسدك، بدماغك، بتكوينك، بأعضائك، وذلك لسببين بسيطين: الأول هو أن التوصيلات والتكنولوجيا والتعقيد الكهربائي والحسي الموجود لدى كل خلية في جسمك ليس له مثيل بين كل الأمثلة التي ذكرتها والتي يمكن أن نذكرها وحتى تلك التي سوف تخترع إلى يوم قيام الساعة.
إذا أبهرك ما تقوم به هذه الأجهزة، انبهر بنفسك لأنك تستطيع أن تفعل أكثر منها. أنت أعظم ماكينة على وجه الأرض وفي الكون كله، أنت مخلوق قادر مؤهل لأن يفعل أي شيء.