اكتسبت الاجتماعات عن بُعد أهمية كبيرة خلال العام المنصرم مع اضطرار معظم الناس حول العالم لإجراء اجتماعاتهم عن بعد، وكان البحث عند الجميع عن الطريقة الأسهل والأكثر كفاءة لإجراء هذه الاجتماعات.
ويبدو أنه حتى مع انتهاء الجائحة فإنّ هناك رغبة للإبقاء على الاجتماعات عن بُعد -تبعاً لأحدث استبيانات مجلة التايمز للتعليم العالي– بالإضافة إلى جعل العمل عن بُعد إحدى خيارات العمل لدى العديد من الشركات.
حتى أنّه في ألمانيا يتم مناقشة تعديل قانون العمل الألماني بحيث يشمل خيارين، العمل التقليدي أو عن بُعد؛ والمثير أنّ الراتب في خيار العمل عن بُعد سيكون أعلى بسبب أنّ الموظف عن بُعد سوف يوفر الكثير من الموارد على الشركة.
ببداية الإغلاق مع جائحة كورونا، كان التوجه الكبير نحو Zoom؛ حيث تم البدء في اكتشاف العمل من المنزل، وكان من الملفت سرعة التطبيق وتوافقه مع احتياجات غالبية الناس، وكيف لم يعاني من أي انقطاع أو تدهور بالخدمة رغم تضاعف مستخدميه عشرات المرات، ويعكس ذلك جودة إدارة الشركة وقدرتها على التعامل مع الازدياد الضخم للطلب بالإضافة للتعامل مع جميع التحديات التقنية والأمنية التي برزت عندما بدأ التطبيق يُسْتَخدم من قبل الجموع.
وظهرت أو تمت الإضاءة على الكثير من التطبيقات الأخرى وأشهرها Google Meet للمساعدة بالقيام بالاجتماعات عن بعد.
نوعاً ما من غير المنصف المقارنة بين Zoom وGoogle Meet، ولكن أثبت زووم في الفترة الماضية بأنّه الرائد الأول، وميّز نفسه عن أي تطبيق آخر، وسبق وخصصت ندوة لشرح كيفية إنشاء وإدارة الاجتماعات عبر برنامج زووم بشكل آمن، ويمكنكم مشاهدة ذلك في الفيديو التالي:
واعتبار جوجل مييت بالمنافس -من وجهة نظر الكثير من الناس- ليس له علاقة بمقدار جودته اليوم، بل بصراحة تأتي من كونه منتج من جوجل، والتي تحاول جاهدة جعل Meet تطبيقاً مهم في الساحة ويحجز حصته السوقية التي تليق بالاسم، ومنذ بدء الجائحة عملت جوجل الكثير من التحديثات والتطوير للتطبيق لرفع قدرته التنافسية وربطته بالكثير من خدماتها الأخرى لجعله جزءاً من بيئتها المتكاملة؛ وعلى الرغم من ذلك تبقى هناك فجوة بين زووم ومييت.
يُعدّ الأداء من أصعب الأمور تحقيقها، حيث أنّه في كل مرة تقوم بتشغيل مؤتمر فيديو، يكون هناك الكثير من المتغيرات التي تؤثر على الأداء العام، و بالتأكيد إنّ قدرة الحاسوب المضيف واتصال الإنترنت منه لها تأثير، واختلافها من مضيف إلى آخر، غير مقدار الضغط المفروض من الخدمة نفسها، ومقدار النطاق الترددي المستخدم في ذلك الوقت بالتحديد، وهل يوجد انقطاع بالإنترنت أو أي مشاكل تتسبب في جعل الإنترنت بطيئاً في وقت بث الفيديو.
من جانب آخر -عندما نتحدث عن الأداء- كون فإنّ مييت قائم على المتصفح بالكامل، بينما في زووم يستخدم المضيف تطبيقاً خاصاً، كما معظم المشاركين أيضاً، ولكن بالتأكيد يستخدم المضيف التطبيق ومن ثمّ يمكنك الاتصال كمشارك بالمكالمة من خلال متصفح إذ اخترت ذلك.
الإصدارات المجانية من كلتا الأداتين متقاربة بالسمات الرئيسية، ويوجد العديد من الميزات التي أُتيحت مجاناً لفترة من الوقت بسبب الجائحة، أُدرج فيما يلي مقارنة لبعض ميزات الأداتين:
- عدد المشاركين على كلا النظامين 100 مشارك في الإصدار المجاني.
- المهل الزمنية، فإن جوجل مييت يتيح 60 دقيقة، بينما يتيح زووم 40 دقيقة لاتصال لأكثر من شخصين بينما لشخصين تكون المدة مفتوحة؛ بينما زووم كنسخة مدفوعة غير محدد الوقت المتاح بغض النظر عن عدد المشاركين الذي يصل ل ألف مشارك.
- عدد الأشخاص الذي يمكنك رؤيتهم على الشاشة في نفس الوقت نحو 16 شخص -في جوجل مييت- وهو الوضع الافتراضي في إعدادات التنسيق ضمن حساب جوجل مييت، ويمكن أن يصل إلى 49 شخص على الشاشة في المرة الواحدة من 100 مشارك في اللقاء وينطبق ذلك على زووم. ولكن لا يتساوى المشاركون بين زووم وجوجل مييت، حيث أنّ استخدام جوجل مييت للأدوات التفاعلية محدود، بينما واجهة زووم تتضمن مجموعة كبيرة ومتنوعة من ميزات التفاعل المختلفة، مما يزيد قدرة المشاركين على التفاعل داخل المكالمة.
- أيضا تقديم التعليقات القيمة السريعة للمستضيف هو تحسين كبير من زووم، وبالتالي فإنّ التجربة التفاعلية بين زووم وجوجل مييت هو لصالح زووم.
- أما الدردشة بين جوجل مييت وزووم فإنّا نرى في جوجل مييت واجهة مشابهة جداً لما نراه في الكثير من حزم البرامج التعليمية على الويب، وهو أنّه لدينا قائمة من مختلف الأشخاص الموجودين في الاجتماع، وإذ نقرنا فوق المساحة البيضاء فستنتهي في الدردشة حتى تتمكن من رؤية الدردشة الديناميكية التي تحدث في ذلك الوقت المحدد، بينما في زووم، تكون الدردشة في نافذة منبثقة يمكنك تحريكها على الشاشة إذ أردت أو إرفاقها جانباً أو غيرها، ويمكنك رؤية جميع المشاركين في الغرفة بمساحة بيضاء على اليمين، وليكون لديك القدرة على كتم صوت الأشخاص في حال غفلوا عن كتمان صوت الميكرفون الخاص بهم، ويكون لديك القدرة على إخراج من تريد من الغرفة، وغيرها من وظائف أمنية وإدارية مختلفة، بمافيها غرف الانتظار التي قاموا فيها مؤخراً من أجل عدم إدخال أي شخص غير مرغوب به إلى الاجتماعات.
- كلاً من زووم وجوجل مييت لديها القدرة على مشاركة الشاشة، غير ذلك فإنّ زووم لديها القدرة على مشاركة ملفات أخرى وليس فقط الشاشة فمثلاً يمكن مشاركة الأجهزة المتصلة باللوحة البيضاء -التي تميزها- والتي تجعل الجلسة تفاعلية بشكل متعدد، أما تسجيل الجلسة فتعتبر من عيوب جوجل مييت الإصدار المجاني، حيث لا يتضمن أي إمكانية لذلك، وتُعتبر مشكلة في اجتماعات فرق العمل التي قد يغيب عنها بعض الأعضاء، بينما في زووم يمكنك تسجيل اللقاء ومشاهدته لاحقاً.
- القدرة على الحصول على خلفية افتراضية في كلا التطبيقين، تعتمد على قدرة جهازك الحاسوب ومدى الجودة الخاصة به، وهل يوجد قوة معالجة لذلك، إن لم تكن موجودة فسيكون هذا الخيار غير متاح.
- في جووجل مييت يمكنك الحصول على كتابة فورية بشكل اوتوماتيكي لكل مايُقال أثناء الاجتماع مجاناً وتتوفر الخدمة في زووم ولمنها مدفوعة.
- يوفر زووم ميزة قناة إضافية للترجمة حيث يمكن اختيار مابين اللغة الأصلية للحديث أو الترجمة الفورية (في حال كان هناك مترجم).
سيكون من المثير رؤية ماهي التطويرات التي ستفعّلها كل من شركتي زووم وجوجل في المستقبل لزيادة المستخدمين.