طالما تم التركيز في الماضي على التعليم حيث يكون المدرس هو المحور في العملية (الفاعل) بدور المُلقّن للمعلومات ويكون الطالب هو المتلقي وقد كان ذلك موجوداً حتى في تسمية الوزارات والمؤسسات والهيئات المسؤولة عن العملية التعليمية في مختلف أنحاء البلاد. ومع التطور الكبير الحاصل في جميع مجالات الحياة والأدوات المستخدمة وخصوصاً الرقمية منها وتصاعد الأصوات المطالبة بالإصلاح الجذري في قطاع التعليم الذي لم يطرأ عليه أي تغيير في طرق التوصيل خلال القرن الفائت بالإضافة إلى تنامي دور الطالب والحاجة لإحاطته ببيئة حاضنة للإبداع والابتكار، تم تطوير طرق جديدة للتعليم تعتمد التفاعل مع الطالب[1] باعتباره جزءاً متفاعلاً مع المادة التعليمية وليس فقط كمتلقي لها ثم تطور الأمر للتركيز على الطالب بكونه هو محور العملية وهو ال “فاعل” فيها الذي يقود العملية لذلك بدأ المصطلح المُستخدم يتغير من التعليم إلى التعلُّم.
ومن جهة أخرى فإن توفر المعلومات بشكل يسير على شبكة الانترنت وسهولة الوصول إليها من أي مكان وفي أي وقت ساهم في هز ركائن المعنى التقليدي للمدرس الذي كان هو من يمتلك المعلومات ومكان وزمان إيصالها بالإضافة إلى تحديد كثافتها من وجهة نظره ولكن لم يعد هذا الدور صالحاً في وقتنا الحالي فالطالب يمكنه الوصول للمعلومات وقتما يشاء وبالكثافة التي تناسب سرعته في هضمها واستيعابها . لذلك أصبح هو من يدير دفة العملية التي لم تعد تعليمية بل تعلُّمية. وتحول المدرس من الملقّن العارف إلى الموجه والمرشد والميسر. يقول برنارد بولل أنه “من أجل خلق تجربة تعلُّمية ينخرط وينغمس فيها الطالب فإن دور المدرس يصبح خيارياً بينما يصبح دور الطالب أساسياً“
3 comments
[…] ما ناقشت في المقالة السابقة الفرق بين التعليم والتعلُّم، هل ما نشهده هو تعلُّم أم […]
مانشهده اليوم هو الكثير من التعليم والقليل من التعلم. ونحن بحاجة لزيادة التعلم
[…] الإلكتروني، حيث ذكرت في لقاءنا السابق عن الفرق بين التعلّم والتعليم الإلكتروني، وفي هذا اللقاء عن الفرق بين التعليم المتزامن و […]